[ 24 ] وعن النبي (ص) انه قال: الدعا مخ العبادة (1). وفيما وعظ الله تعالى به عيسى (ع) يا عيسى أذل لى قلبك واكثر ذكرى في الخلوات، واعلم ان سروري ان تبصبص الى، وكن في ذلك حيا ولا تكن ميتا (2). الثالث روى ان دعاء المؤمن يضاف الى عمله ويثاب عليه في الاخرة كما يثاب على عمله. الرابع ان الاجابة ان كانت مصلحة والمصلحة في تعجيلها عجلت، وان اقتضت المصلحة تأخيرها الى وقت اجلت الى ذلك الوقت، وكانت الفايدة من الدعا مع حصول المقصود زيادة الاجر بالصبر في هذه المدة، وان لم يوصف بالمصلحة في وقت ما وكان في الاجابة مفسدة استحق بالدعا الثواب، أو يدفع عنه من السوء مثلها ويدل على هذه الجملة: ما رواه أبو سعيد الخدرى قال: قال رسول الله (ص): ما من مؤمن دعا الله سبحانه وتعالى دعوة ليس فيها قطيعة رحم ولا اثم الا اعطاه الله بها احدى (احد) خصال ثلاث: اما ان يعجل دعوته، واما أن يؤخر له، واما ان يدفع عنه من السوء مثلها قالوا: يا ر سول الله اذن نكثر قال: الله (اكثروا) اكثر. وفى رواية انس بن مالك أكثر واطيب ثلاث مرات. وعن امير المؤمنين (ع) ربما اخرت عن العبد اجابة الدعا ليكون أعظم لاجر السائل ________________________________________ (1) وفى (المجمع) ومخ كل شئ خالصه، وفى الحديث الدعا مخ العبادة لانه اصلها وخالصها لما فيه من امتثال امر الله تعالى يقول: (ادعوني استجب لكم)، ولما فيه من قطع الامل عما سواء، ولانه إذا راى نجاح الامور من الله تعالى قطع نظره عمن سواه ودعاه لحاجته وهذا هو ا صل العبادة، ولان الغرض من العبادة الثواب عليها وهو المطلوب بالدعا. (2) قوله وكن في ذلك حيا اه أي كن حاضر القلب ولا تكن ساهيا غافلا فان القلب الساهي الغافل عن ذكره تعالى وعن ادراك الحق ميت، والقلب العاقل الذاكر حى، وقوله تعالى: (أو من كان ميتا فاحييناه) الانعام: 122 - (وانك لا تسمع الموتى) - ا لنمل: 82. اشارة الى هذين القلبين (مرآت) التبصبص تحريك الكلب ذنبه خوفا أو طمعا (المجمع) ________________________________________