[ 7 ] وقد أمر هارون ببناء قبة تعد في الواقع أول عمارة للضريح المقدس ثم استمرت العمارة حتى بلغت الذروة في العهد البويهي، وقد وصف ابن بطوطة الذي زار الضريح سنة 725 ه واشار الى بعض مراسم الزيارة فيه، كما اشار الى قبري آدم ونوح (عليه السلام). وما يزال ضريح علي (عليه السلام) بقبته الذهبية الشمأ، يرمز الى مجده وكرامتة وعلو منزلته، وما تزال الملايين من المؤمنين تقصده كل عام تتبرك به، وتلهج بالثنأ عليه، وإذا كان الامام علي (عليه السلام) قد عبر في واحدة من مناسبات صراعه المرير مع الباطل بقوله: انزلني الدهر حتى قيل معاوية وعلي. فان عليا (عليه السلام) يذكر اليوم مع معاوية ولكن ليس كند له بل كنقيض له في النبل والخلق والانسانية. والكتاب الذي بين يديك - عزيزي القارئ - والموسوم ب (فرحة الغري) من نتاج القرن السابع الهجري فقد ولد مؤلفه سنة 647 ه وتوفي سنة 693 ه. ويبدو أن هذا الجهد العلمي جأ استجابة من مؤلفه السيد عبد الكريم بن طاووس لاحد الافاضل في عصره. وطاووس لقب مشهور في البيوتات العلوية لقب به محمد بن اسحاق الذي يرقى نسبه الى الحسن بن علي سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). ومن المؤكد ان مؤلفه ومن خلال التأمل في أبواب الكتاب - كان على اطلاع واسع بكتب الحديث ومصادر التاريخ. وهو يصور بشاعة السياسة الاموية واحتياطات الامام لدفنه سرا خشية وقوع حرب أهلية فيما لو أقدم بعض الخوارج المتعصبين أو الامويين الحاقدين على العبث بقبر الامام (عليه السلام). ________________________________________