[ 44 ] يوم (الدار) (1) سنة 35 ه اولها الجمل وثانيها صفين، وثالثها النهروان، وادى ذلك الى خروج اهل النهروان عليه وتدينهم بمحاربته وبغضه وسبه وقتل من ينتمي إليه، كما جرى لعبدالله بن الخباب بن الارت وزوجته، وهؤلا يعملونه تدينا غير متوصلين بذلك الى رضى احد، حتى سبوا عثمان (2) من جهة تغيره في السنين الست من ولايته حيث لم يشكروا قاعدته فيها وذلك مذكور في كتب السير، فقد مضى ذلك عندهم سبه وسب علي بن أبي طالب (3) لتحكيمه، وعذره في ذلك عذر النبي (صلى الله عليه واله وسلم) يوم قريضة وليس هذا موضع البحث فقتله عبد الرحمن (4) بن عمرو بن ملجم بن قيس بن مكشوح بن نضر بن كلدة بن حميره والقصة مشهورة. ولما احضر ليقتل قال الثقفي في كتاب (مقتل أمير المؤمنين (عليه السلام) ونقلته من نسخة عتيقة تاريخها سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وذلك على أحد القولين: ان عبد الله بن جعفر قال: دعوني اشفي بعض ما في نفسي عليه، فرفع إليه فأمر بمسمار تحمى (5)، فأحمي بالنار ثم كحله، فجعل ابن ملجم يقول: تبارك الخالق الانسان من علق، يا ابن أخ ! انك لتكحل بملول ممض ! ثم امر بقطع يده ورجله فقطع ولم يتكلم، ثم امر بقطع لسانه فجزع، فقال له بعض الناس: يا عدو الله ! ________________________________________ (1) في (ح) الغدير وهو تحصيف حيث لا تستقيم العبارة والصواب كما في (ق) و (ط). (2) في (ط) ايضا. (3) في (ط) (عليه السلام). (4) في ط عبد الرحمن بن عمرو بن يحيى بن ملجم بن قيس بن مكشوح بن نضر بن كلدة بن حمير. وفي رواية الكلبي: هو عبدالحمن بن عمرو بن ملجم بن مكشوح بن نضر بن كلدة من حمير، وكان كلدة اصاب دما في قومه من حمير، فأتى طي فقال: اتيتكم تجوب بي ناقتي الارض، فسمي تجوب انظر: انساب الاشراف 3: 250. (5) سقطت من (ط). ________________________________________