[ 171 ] (الشريف) (1) وقال: يا أمير المؤمنين، لي في خدمتك مائة سنة ما فارقتك، وما رأيت الخلة، ولا (رأيت) (2) السكون، وقد أضر بي وبأطفالي الجوع، وها انا مفارقك، ويعز علي فراقك، استودعك، هذا فراق بيني وبينك. ثم خرج ومضى مع المكارية حتى يعبر الى الوقف وسورأ وفي صحبته وهبان السلمي، وأبو كردي (3)، وجماعة من المكارية طلعوا من المشهد (بليل) (4)، فلما (وصلوا) (5) الى أبي هبيش قال بعضهم لبعض هذا وقت كثير، فنزلوا ونزل أبو البقأ معهم، فنام فرأى في منامه أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يقول له: يا أبا البقأ، فارقتني بعد طول هذه المدة، عد الى حيث كنت، فانتبه باكيا، فقيل له ما يبكيك، فقص عليهم المنام، ورجع فحيث رأينه بناته صرخن (في وجهه) (6)، فقص عليهن القصة، وطلع وأخذ مفتاح القبة من الخازن أبي عبد الله بن شهريار القمي، وقعد على عادته بقي ثلاثة ايام، ففي اليوم الثالث اقبل رجل وبين كتفيه مخلاة كهيئة المشاة الى طريق مكة، فحلها وأخرج منها ثيابا لبسها ودخل الى القبة الشريفة، وزار وصلى، قال (7): ودفع إلي خفيفا، وقال: ائت بطعام نتغدى. فمضى القيم أبو البقأ وأتى بخبز ولبن وتمر، فقال: ما يؤكل لي هذا، ولكن امض به الى أولادك يأكلونه، وخذ هذا الدينار الاخر واشترلنا (به) (8) ________________________________________ (1) في (ح)، (ق) الكريم. (2) سقطت من (ط). (3) في (ح) كروان. (4) سقطت من (ط). (5) في (ط) فلما أقبلوا. (6) في (ح)، (ق) عليه. (7) سقطت من (ط). (8) سقطت من (ح)، (ق). ________________________________________