[ 27 ] ومما يدل على ظهور النص من النبي (ص) على علي بن أبي طالب عليه السلام بالخلافة بعده، أن الحديث بذلك اشتهر حتى عرفت النساء وأحتججن عند أعدائه عليه السلام. فمن ذلك ما ذكره العلماء في تواريخهم وكتبهم من أخبار الوافدات على معاوية. وقد ذكر ابن عبد ربه في الجزء الاول من كتاب العقد الفريد طرفا من ذلك، فقال قصة دارميه الحجونيه مع معاويه: أن معاويه قال لها: أتدرين لم بعثت اليك ؟ قالت: لا يعلم الغيب الا الله. قال: بعثت اليك لاسالك علام أحببت عليا وأبغضتني وواليته وعاديتني ؟ قالت: أو تعفيني ؟ قال: لا أعفيك. قالت: أما إذا أبيت فانى أحببت عليا عليه السلام على عدله في الرعيه وقسمته بالسوية وأبغضتك على قتالك من هو أولى بالامر منك وطلبك ما ليس لك بحق، وواليت عليا على ما عقد له رسول الله (ص) من الولاية وعلى حبه للمساكين واعظامه لاهل الدين، وعاديتك على سفكك الدماء وجورك في القضاء وحكمك في الهوى (1). هذا لفظها في المعنى المذكور. ومن ذلك ما ذكره أيضا في حديث وقادة أم سنان بنت جشمة بن خرشة المذحجيه: قالت في شعرها ما هذا لفظه تمدح علي بن أبي طالب " ع ": أما هلكت أبا الحسين فلم تزل * * بالحق تعرف هاديا مهديا فاذهب عليك صلاة ربك ما دعت * * فوق الغصون حمامة قمريا قد كنت بعد محمد خلفا لنا * * أوصى اليك بنا فكنت وفيا اليوم لا خلف يؤمل بعده * * هيهات يؤمل بعده انسيا (2) ________________________________________ 1) العقد الفريد: 1 / 115 ط مصر 1316. 2) المصدر: 1 / 114. ________________________________________