[ 25 ] بمنزلة والدى ما حدثتك بسر رسول الله (ص)، ولكن اجلس حتى أحدثك عن على وما رأيته في حقه. قالت: أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان يومى، وإنما كان يصيبني في تسعة أيام يوم واحد، فدخل النبي وهو يخلل أصابعه في أصابع على عليه السلام واضعا يده عليه، فقال: يا أم سلمة أخرجي من البيت وأخليه لنا، فخرجت وأقبلا يتناجيان واسمع الكلام ولا أدرى ما يقولان، حتى إذا قلت قد انتصف النهار وأقبلت فقلت: السلام عليكم ألج ؟ فقال النبي (ص): لا تلجى وأرجعى مكانك، ثم تناجيا طويلا حتى قام عمود الظهر، فقلت: ذهب يومى وشغله علي، فأقبلت أمشى حتى وقفت على الباب، فقلت: السلام عليكم ألج ؟ فقال النبي: لا تلجى. فرجعت فجلست مكاني حتى إذا قلت: قد زالت الشمس، الان يخرج الى الصلاة فيذهب يومى، ولم أر قط يوما أطول منه، فأقبلت أمشى حتى وقفت فقلت: السلام عليكم ألج ؟ فقال النبي (ص): نعم تلجي، فدخلت وعلي واضع يده على ركبتي رسول الله قد أدنى فاه من أذن النبي وفم النبي (ص) على أذن علي يتساران، وعلي يقول: أفأمضى وأفعل ؟ والنبي يقول: نعم، فدخلت وعلي معرض وجهه حتى دخلت وخرج. فأخذني النبي (ص) وأقعدني في حجره، فأصاب منى ما يصيب الرجل من أهله من اللطف والاعتذار، ثم قال: يا أم سلمة لا تلوميني فإن جبرئيل أتانى من الله بما هو كائن بعدى وأمرني أن أوصى به عليا من بعدى وكنت جالسا بين جبرئيل وعلى وجبرئيل عن يمينى وعلى عن شمالى، فأمرني جبرئيل أن آمر عليا بما هو كائن بعدى الى يوم القيامة، فأعذريني ولا تلوميني، ان الله عز وجل اختار من كل أمة نبيا واختار لكل نبى وصيا، فأنا نبى هذه الامة وعلى وصيى في عترتي وأهل بيتى وأمتى من بعدى ________________________________________