[ 11 ] وانه عليه السلام آثرنا بالدنيا على نفسه الشريفة وعياله، وأحسن الينا احسانا يعجز اللسان والبيان حصر أوصاف كماله وانه كان من شفقته علينا واحسانه الينا إذا أراد سفرا أو بعث عسكرا عين لنا وأوصى بنا الى من يخلفه في سفره ومن ينوبه في عسكره، وانه ما زال مدة حياته يوصى في كثير من أوقاته بعترته وذريته، ويدلنا على انهم خلفاؤه في أمته، ووجدنا أسلافنا قد نقلوا الينا ذلك خلفا عن سلف نقلا متواترا موجبا للعلم اليقين. وان نبينا محمدا صلى الله عليه وآله لم يهمل أمور المسلمين كما يقول عنه بعض الجهال، بل دل على من يقوم مقامه في الانام كما يجب في العقول السليمة والعوائد المستقيمة. فإن شئت أن نورد لك شيئا من أخبارنا في ذلك أوردنا منها طرفا، فانها اكثر من أن تحصى أو تستقصى لامثالنا. وان شئت ان نورد لك بعض ما أورده ورواه مخالفونا من الاربعة المذاهب في كتبهم التي سموها صحاحا واعتمدوا عليها. (قال عبد المحمود بن داود) مؤلف هذا الكتاب: فقلت للشيعة: ما أريد الاخبار التي أوردتموها من طريقكم، لانى لا أقتنع ان تزكوا أنفسكم بأخباركم ولا ان يكون شاهدكم منكم، بل اريد أن أسمع شيئا من الاخبار التي رواها لكم مخالفوكم من الاربعة المذاهب، فان شهادتهم لكم وروايتهم لتزكيتكم أبلغ في الحجة عليهم وأوضح في الحجة لكم. فذكرو القائل لذلك أن بعض شيعة أهل بيت نبيهم قد نقل في كتاب سماه (العمدة) (1) تسع مائه وثمانية حديثما وصل إليه تصفحه من كتب ________________________________________ (1) للشيخ الجليل يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن البطريق، قال: في أمل الامل المطبوع بايران سنة 1305: كان عالما فاضلا محدثا محققا ثقة صدوقا له كتب منها العمدة - انتهى موضع الحاجة. وهذا الكتاب قد طبع بايران سنة 1309. ________________________________________