[ 321 ] لنبيكم والعشيرة لابن عمكم، انكم كلفتموني يا هؤلاء من قبل ان يوحى الى في شئ مما سألتم، والان فقد اذن لى في اجسادكم واشعاركم دون بئاركم ومياهكم، هذا لمن كان منكم بى مؤمنا، واما من كان مرتابا فانه لا يزيده تفلتي عليه الا بلاء، فمن شاء الان منكم فليأت لا تفل في عينه وعلى جلده، قالوا: ما فينا وابيك احد يشاء ذلك، انا نخاف ان يشمت بك اهل يثرب اضربوا عنه حمية لنسبه فيهم وتذمما لمكانه منهم. فضحك السيد والعاقب حتى فحصا الأرض بأرجلهما، وقالا: ما النور والظلام، والحق والباطل بأشد تباينا وتفاوتا مما بين هذين الرجلين صدقا وكذبا. قالوا: وكان العاقب احب مع ما تبين من ذلك ان يشيد ما فرط من تفريط مسيلمة ويؤهل منزلته، ليجعله لرسول الله صلى الله عليه وآله كفا، استظهارا بذلك في بقاء عزته وما طار له من السمو في أهل ملته، فقال: ولان فخر اخو بنى حنيفة 1 في زعمه ان الله عز وجل أرسله وقال من ذلك ما ليس له بحق فلقد بر 2 في ان نقل قومه من عبادة الأوثان الى الايمان بالرحمان. قال حارثه: انشدك بالله الذى دحاها 3 واشرق باسمه قمراها، هل تجد فيما انزل الله عز وجل في الكتب السالفة، يقول الله عز وجل: انا الله لا اله الا أنا، ديان يوم الدين أنزلت كتبي وأرسلت رسلي لاستنقذ بهم عبادي من حبائل الشيطان وجعلتهم في بريتى وأرضى كالنجوم الدرارى في سمائي، يهدون بوحيى وامري، من أطاعهم أطاعنى ومن عصاهم فقد عصاني، وانى لعنت وملائكتي في سمائي وارضى واللاعنون من خلقي من جحد ربوبيتي أو عدل بى شيئا من بريتى، أو كذب بأحد من أنبيائي ورسلي - أو قال: أوحى الى ولم يوح إليه شئ - أو غمص 4 سلطاني أو تقمصه 5 متبريا، أو أكمله عبادي وأضلهم عنى، الا وانما يعبدني من عرف ما أريد من عبادتي وطاعتي من خلقي، فمن ________________________________________ 1 - يعنى المسيلة. 2 - بر: أحسن. 3 - أي دحى الأرض. 4 - غمص: احتقر ونقص. 5 - أي لبسه قميصا يعنى ادعاه بالباطل. ________________________________________