[ 17 ] وكان من فضل الله جل جلاله عليه ان قد هيأ له من الكتب وغيرها من اسباب التصنيف ما لم يهيئه لاحد في عصره وما بعده، حيث انه جرى ملكه على الف وخمسمأة مجلد من الكتب عند تأليفه لكتاب الاقبال (1) به في سنة 650 ه صرح نفسه في كتاب كشف المحجة الذي الفه لولده محمد سنة 649 ه، ان خصوص كتاب الدعاء الموجودة عنده اكثر من ستين مجلدا وقال: (وهيأ الله جل جلاله عندي مجلدات في الدعوات اكثر من ستين مجلدا فالله الله في حفظها والحفظ من ادعيتها فانها من الذخائر التي تتنافس عليها العارفون في حياطتها وما اعرف عند احد مثل كثرتها وفائدتها.) (2) وذكر في أواخر مهج الدعوات الذي ألفه قبل وفاته بسنتين (3) وفي كتاب اليقين الذي يعد من أواخر تصانيفه، ان خزانة كتبه اكثر من سبعين مجلدا من كتب الدعاء. جعل السيد تصانيفه الدعائية تتمات لكتاب مصباح المتهجد لشيخ الطائفة محمد بن حسن الطوسي قدس سره، وألف عدة مجلدات في ادعية الايام والاسبوع والشهور والسنة، ذكر في مقدمة كتاب فلاح السائل الذي يعد اول كتابه في هذا المضمار في علة تصنيف هذه الكتب وتعداده: (فانني لما رأيت بما وهبني الله جل جلاله من عين العناية الإلهية في مرآة جود تلك المراحم والمكارم الربانية كيف انشأني ورباني وحملني في سفن النجاة على ظهور الآباء وأودعني في البطون وسلمني مما جرى على من هلك من القرون وهداني الى معرفته - الى ان قال -: وعرفت ان لسان المالك المعبود يقول لكل مملوك مسعود: أي عبدي قد قيدت السابقين من الموقنين الميدان فما يمنعك من سبقهم بغاية الامكان أو لحاقهم في مقامات الرضوان، فعزمت ان اجعل ما اختاره الله جل جلاله مما رويته أو وقفت عليه وما يأذن جل جلاله لي في اظهاره من اسراره انا مرتب ذلك بالله جل جلاله في عدة مجلدات يحتسب ما ارجوه من المهمات والتتمات: المجلد الأول والثاني: اسمية كتاب فلاح السائل في عمل يوم وليله وهو مجلدان (4). ________________________________________ 1 - ذكره الشهيد في مجموعته التي نقلها الجبعي عن خطه. 2 - كشف المحجة: 131. 3 - مهج الدعوات: 347. 4 - الجزء الثاني من هذا الكتاب مفقود. ________________________________________