[ 42 ] فارسلها وانطلقت فتاهت في بريه وسيعة ونفد الماء الادوات فالقت الصبى تحت شجرة من شجر الشيح فانطلقت فجلست قباله وتباعدت عن كرمية السهم لانها قالت لا اعابر برب الصبى فجلست ازائه ورفعت صوتها وبكت فسمع الرب صوت الصبى فدعا ملاك الرب هاجرا من السماء فقال لها ما يا هاجر لا تخافى لان الرب قد سمع صوت الصبى حيث هو قوى فاحملى الصبى وشدي به يديك لأني اجعله رئيسا لشعب عظيم واجلي الله عن بصرها فرأت بئر ماء فانطلقت فاملأت الأداوت ماءا وسقت الغلام وكان مع الغلام فشب الغلام وسكن برية (فاران) وكان يتعلم الرمى في تلك البرية وزوجه ابيه امرأة من اهل مصر فصل فيما نذكره من الرابع عشر الوجة الثانية مما يقتضى ان الذبيح الذي فدى بالكبش اسماعيل فقال ما هذا لفظه، وقال له اني اقسمت بقول الرب بدل ما صنعت هذا الصنع ولم تمنعني (يكور لأبن الوحيد) لأبركتك بركة ثانية ولاكثرن نسلك مثل كواكب السماء ومثل الرمل الذي في ساحل البحر وبرت زرعك اراضى اعدائهم ويتبارك بنسلك جميع الشعوب لأنك اطعتني يقول على بن طاووس يفهم من المصنف من قوله (يكور لأبن الوحيد) انه اسماعيل بغير شبهة لانه يكره قتل اسحاق ولانه الوحيد فان اسحاق ما كان وحيدا لانه بين سارة وابراهيم ومعهما ثم ذكر في السادس عشر ان حياة ابراهيم مائة وخمس وسبعون سنة والثعالبي في كتاب العرايس ان هاجر ماتت قبل سارة فدفنت في الحجر بالكعبة وسارة دفنت بارض كنعان في حرون أقول وربما يقول بعض اليهود انهم من اسحاق ولد الست واسماعيل من ولد الجارية فيقال لأن ولادة سارة ما نفعتهم بما عملوا بانفسهم بموسى وولادة هاجر اقتضت ضرب الجزية عليهم وقتلهم واستبعادهم وخروج النبوة والملك والحق عنهم ________________________________________