[ 9 ] يدنيه حتى اجلسه على فخذه الايسر، ثم اقبلت فاطمة (ع) فلما رآها بكى ثم قال إلي إلي يا بنية فما زال يدنيها حتى اجلسها بين يديه، ثم اقبل امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) فلما رآه بكى ثم قال إلي إلي يا اخي فما زال يدنيه حتى اجلسه إلى جنبيه الايمن، فقال له اصحابه: يا رسول الله ما ترى احدا من هؤلاء إلا بكيت، أو ما فيهم من تسر برؤيته ؟ فقال صلى الله عليه وآله: والذى بعثنى بالحق نبيا وبشيرا ونذيرا واصطفاني على جميع البرية اني وإياهم لاكرم الخلق على الله عزوجل وما على وجه الارض نسمة احب إلى منهم، اما علي بن ابي طالب (ع) فانه اخي وشقيقي وصاحب الامر بعدى وصاحب لوائى في الدنيا والاخرة وصاحب حوضي وشفاعتي وهو مولى كل مؤمن وقائد كل تقي وهو وصيى وخليفتي على امتي في حياتي وبعد مماتي محبه محبي ومبغضه مبغضي وبولايته صارت امتي مرحومة وبعد وفاتي صارت بالمخالفة له ملعونة فانى بكيت حين اقبل لانى ذكرت غدر الامة به بعدي حتى انه ليزال عن مقعدي وقد جعله الله بعدى له ثم لا يزال الامر به حتى يضرب على قرنه ضربة تخضب منها لحيته في افضل الشهور وهو شهر رمضان الذى انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، واما ابنتي فاطمة (ع) فانها سيدة نساء العالمين من الاولين والاخرين وهي بضعة منى وهي نور عينى وثمرة فؤادى وهي روحي التى بين جنبي وهي الحوراء الانسية متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها للملائكة في السماء كما يزهر الكواكب لاهل الارض فيقول الله عزوجل للملائكة يا ملائكتي انظروا أمتي فاطمة سيدة نساء خلقي قائمة بين يدى ترتعد فرائصها من خيفتى وقد اقبلت بقلبها على عبادتي، اشهدكم اني قد آمنت شيعتها من النار، وانى لما رأيتها تذكرت ما يصنع بها بعدى وكأني بها وقد دخل عليها الذل في بيتها وانتهكت حرمتها وغصبت حقها ومنعت ارثها وكسر جنبها وسقط جنينها وهي تنادى وامحمداه فلا تجاب وتستغيث ________________________________________