[ 13 ] درهم من النثار وكان متخذا من مسك بنادق ومن عنبر ومن سكر ومن كافور ونثر ذهب بقيمة الف درهم عنبر وفرح الخلق بذلك شديدا. (قال الواقدي) فلما فرغوا من ذلك نظر عبد المطلب إلى وهب وقال ورب السماء انى لا افارق هذا السقف أو اؤلف بين ولدي عبد الله وحليلته فقال وهب بهذه السرعة لا يكون فقال عبد المطلب لابد من ذلك فقام وهب ودخل على امرأته برة وقال لها اعلمي ان عبد المطلب قد حلف برب السماء انه لا يفارق هذا السقف أو يؤلف بين ولده عبد الله وبين زوجته آمنة فقامت المرأة من وقتها ودعت بعشرة من المشاطات وامرتهن ان يأخذ في زبنة آمنة فقعدن حول آمنة فواحدة منهن تنقش يديها وواحدة تخضب رجليها وواحدة تسرح ذوائبها ووحدة تمسحها بالملاء فلما كان عند غروب الشمس وفرغن من زينتها نصبوا سريرا من الخيزران وقد فرشوا عليه من ألوان الديباج والوشي واقعدت الجارية على السرير وعقدن على رأسها تاجا وعلى جبينها اكليلا وعلى عنقها مخانق الدر والجواهر وتختمت بانواع الخواتيم وجاء وهب وقال لعبد المطلب يا سيدى قم إلى العروس فقام عبد المطلب إلى العروس وهي كأنها فلقة قمر من حسنها وتقدم عبد المطلب إلى السرير وقبله وقبل عين العروس فقام عبد المطلب لولده عبد الله اجلس يا ولدي معها على السرير وافرح برؤيتها قال فرفع عبد الله قدمه وصعد إلى السرير وقعد إلى جنب العروس وفرح عبد الله وكان من عبد الله إلى اهله ما يكون من الرجال إلى النساء فواقعها فحملت بسيد المرسلين وخاتم النبيين وقام من عندها إلى عند ابيه فنظر إليه ابوه وإذا النور قد فارق من بين عينيه وبقى عليه من اثر النور كالدرهم الصحيح وذهب النور إلى ثدى آمنة فقام عبد المطلب إلى عند آمنة ونظر إلى وجهها فلم يكن النور كما كان في عبد الله بل انور فذهب عبد المطلب إلى عند حبيب الراهب فسأله عن ذلك فقال حبيب اعلم ان هذا النور هو صاحب النور بعينه وصار في بطن امه فقام عبد المطلب وخرج مع ________________________________________