[ 33 ] 40 - قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: نفاق المرء ذلة. أقول: يعنى - مخالفة الباطن للظاهر باخفاء المكر والعداوة واظهار الحب والصداقة سبب للمذلة والحقارة في الدينا والاخرة، فان صاحب هذا الفعل الشنيع لا يخلو من ان يغتاب عمن ينافقه حال غيبته والطعن عليه هو اللعن له وعد مثالبه ومعايبه، ومرتكب هذه القبائح لا يخفى ذله وهو انه عند كل احد. 41 - قال امير المؤمنين رضى الله عنه: نعمة الجاهل كروضة في مزبلة. أقول: النعمة بكسر النون هي الحالة التى يستلذ بها الانسان، اطلقت على ما يستلذ به من المنعم به، والنعماء بالفتح والمد والنعمى بالضم والقصر ما أنعم الله به عليك، و الروضة من البقل والعشب وجمعها روض ورياض، والمزبلة بفتح الباء وضمها موضع الزبل وهو السرجين معرب سرگين وهو قذر الدواب. ________________________________________ حاجته، والحديث في المشارق وانما لم يقل من قضى حاجة أخيه اشعارا بأن قضاء الحاجة انما هو خالصا لله تعالى وليس من قبل العبد الا المباشرة به والكون فيه ثم الغرض ههنا بيان كون الاول سببا للثاني فان تكرر السبب تكرر المسبب والا فلا، فلا يرد عليه ان لفظ كان لا يصلح ههنا للاستمرار ولا للانقطاع ولا للزيادة ولا يحتاج في دفعه الى ان يقال من ان كان الاول بمعنى سعى والثانية بمعنى قضى على معنى من سعى في حاجة أخيه قضى الله حاجته، مع انه لا يخلو عن تعسف لانه تخصيص للعام الذى هو الكون في قضاء الحاجة بأى وجه كان بالسعي الذى هو عمل بحسب الجوارح والنفع العام على عمومه، كذا في شرح المشارق، منه ". ________________________________________