[ 32 ] قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: إذا تم العقل نقص الكلام. اقول: العقل الحجى ويقال له: النهية بالضم واحدة النهى، سمى بها لانها تنهى عن القبيح ونقص الشئ من باب نصر ونقصانا ايضا ونقصه غيره يتعدى ويلزم. قلت: النقص مقدر المتعدى والنقصان مصدر اللازم كذا في مختار الصحاح. والكلام اسم جنس يقع على القليل والكثير، وفى الاصطلاح هو اللفظ المفيد فائدة يصح السكوت عليها. المعنى - من كان كامل العقل والحجى يكون كلامه مختصرا مقبولا عند اولى النهى ومن ثم قيل: خير الكلام ماقل ودل، فالاكثار اثر السفاهة واثره الملامة والسأمة. 39 - قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: الشفيع جناح الطالب. اقول: شبه الشفيع بالجناح والطلب بالطائر، لان الطالب يصل الى مطلوبه بسبب شفاعة الشفيع كما ان الطائر ينال مراده بسبب الجناح فالتشبيه الاول من قبيل التشبيه البليغ والثانى استعارة بالكناية، واثبات الجناح للطالب تخييل. المعنى - ان من تمسك بحبل الشفاعة فيما يحتاج إليه عند احد من جلب نفع أو دفع ضر فالاغلب ان ينال مراده ويحصل ما أراده لما يفهم من ظاهر ما قيل: من كان في عون أخيه المسلم كان الله تعالى معينه (1). من ان الشفيع هو ممن أعانه الله تعالى سواء كان في نفس الشفاعة أو في سائر احواله وافعاله. ________________________________________ (1) - في الحاشية: " لعله مأخوذ من قوله: من كان في حاجة أخيه كان الله في ________________________________________