[ 28 ] والمعنى - ان من اتصف بصحة البدن وسلامة الايمان فقد اجتمع فيه أحسن نعم الدنيا والاخرة، إذا لا نعمة أحسن وأفضل منها كما يقال: أفضل رأس المال الصحة، ويجوز ان يكون المراد من السلامة سلامة الغير من اذية الرجل. يعنى - ان أفضل احوال الرجل ان يسلم غيره من اذيته وجوره كما يقال: المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه، والله أعلم. 31 - قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: لاداء أعيا من الجهل. اقول: الداء المرض تقول منه داء يداء من خاف يخاف داء بالمد والجمع أدواء، وأعيا اسم تفضيل من الاعياء على خلاف القياس يقال: داء أعيا اي صعب لا دواء له كأنه أعيا الاطباء وأعجزهم، والظاهر ان المراد من الجهل هو الجهل الكامل المطبوع عليه المسمى بالجهل المركب إذ غيره يسهل زواله. المعنى - ان الجهل المطبوع عليه مرض شديد ليس له دواء يورث لصاحبه الشقاوة والقساوة ويمنعة عن قبول الحق والهداية فلا ينفعه دواء الايات الواضحة وعلاج المعجزات الساطعة بل تزيده نفورا واستكبارا كما قال تعالى حكاية عن نوح النبي عليه الصلوة والسلام فلم يزدهم دعائي الافرارا (1)، أعاذنا الله تعالى بلطفه عن ظلمة الجهل والفساد، وهدانا بفضله الى طريق الحق والرشاد، انه رؤف بالعباد (2) -. ________________________________________ (1) - آية 6 سورة نوح. (2) - اقتباس من قوله تعالى: " والله رؤف بالعباد " (وهو ذيل آية 207 سورة البقرة وكذا ذيل آية 30 سورة آل عمران). ________________________________________