[ 27 ] عين القبول قال عليه الصلوة والسلام: التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وهو أحب الى الله تعالى ورسوله، قال الله تعالى: ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين (1) الا ترى ان شفاعة التوبة تنفع الكافر (2) وشفاعة سائر الشفعاء ليست كذلك، قيل لابي حفص: لم يبغض التائب الدنيا ؟ - قال: لانها دار باشر فيها الذنوب، فقيل له: فهى دار كرمه الله تعالى فيها بالتوبة فقال: انه من الذنوب على يقين ومن قبول توبته على خطر، كأنه يشير الى ان من شرط التوبة ان يكون التائب مستحقا لمحبة الله تعالى اياه والعاصي بينه وبين محل يجد في اوصافه امارة محبة الله تعالى اياه فيه مسافة بعيده فالواجب إذا على العبد العاصى بعد اظهار التوبة دوام الانكسار وملازمة التضرع والاستغفار كما قالوا: استشعار الوجل الى الاجل (3). 30 - قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: لا لباس أجمل من السلامة. أقول: اللباس بالكسر واللبوس بالفتح ما يلبس، وكذا الملبس بوزن المذهب، واللبس ايضا كالدبس الكعبة والهودج ما عليها من لباس من الثوب يلبسه بالفتح لبسا بالضم والمراد ههنا الصفة مجازا، والجمال الحسن وقد جمل الرجل بالضم جمالا فهو جميل وامرأة جميلة وجمله تجميلا زينه، والسلامة من قولهم: سلم فلان من الافات كذا في مختار الصحاح. ________________________________________ (1) - ذيل آية 222 سورة البقرة. (2) - في الهامش: " أي في الدنيا. (3) - مهمات شرح هذه الكلمة مأخوذة من الرسالة القشيرية (انظر باب التوبة (ص 45 - 48 من النسخة المطبوعة بمصر سنه 1367). ________________________________________