[ 24 ] 27 - قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: لا شرف أعز من (1) الاسلام. أقول: وهو افعال من السلم بمعنى السلامة والسلام وبمعنى الصلح والمسالمة قال في العقائد في الاعتقاد وعليه العمدة والاعتماد: الايمان والاسلام واحد، والظاهر ان المراد بوحدتهما اتحادهما بحسب الذات والمعروض لا بحسب المعنى والمفهوم، إذ لكل معنى مغاير للاخر فان معنى الاسلام هو الانقياد والخضوع لاوامره ونواهيه، ومعنى الايمان هو التصديق بما أخبر به الله تعالى على لسان رسوله فهما متغايران الا ان الانقياد الباطني يلزمه الصديق القلبى لزوما كليا بحيث لا يوجد أحدهما بدون الاخر فيكون ذاتهما ومعروضهما واحدا لا ينفك أحدهما من الاخر مثل النطق والضحك فلا يجوز شرعا ان يقال لشخص: هذا مسلم ليس بمؤمن، وبالعكس، بل الحق ان يقال: كل مؤمن مسلم وبالعكس كما يقال: كل ناطق ضاحك بالقوة وبالعكس. وأنكر أهل الظواهر تساويهما وزعموا ان الاسلام اعم من الايمان مستدلين بقوله تعالى: قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم (2) حيث اثبت الاسلام ونفى الايمان، والجواب ان المراد من الاسلام ههنا معناه اللغوى وهو الاستسلام ومجرد الانقياد لا الشرعي وهو الانقياد المرتب على التصديق القلبى والا يلزم ان يكون المنافق مسلما شرعا وهو باطل. وحاصل المعنى ان شرف الاسلام يعلو كل شرف ونباهة من شرف النسب والمال وسائر الفضائل فانه لا معتبر به بدون الاسلام. ________________________________________ (1) - يجوز في قوله " اعز " الفتح والرفع والنصب كما قال ابن مالك: " ومفردا نعتا لمبنى يلى * فافتح أو ارفع أو انصبن تعدل " فمن أراد التفصيل فليراجع موارده. (2) - صدر آية 14 سورة الحجرات. ________________________________________