[ 22 ] المرام انما هو بعون الملك العلام لا بالمشورة كما يشير إليه سياق الاية: فإذا عزمت فتوكل على الله (1) اي لا على المشورة ولا على اصحابك، كذا في تفسير الامام ابى الليث رحمه الله تعالى. 24 - قال أمير المومنين رضى الله عنه: لا مروة لكذوب أقول اصل المروة مروءة من المرء قلبت الهمزة واوا ثم ادغمت وفى المغرب: المروءة كمال الرجولية، والكذوب مبالغة كاذب. يعنى ان من اعتاد الكذب لا يجئ منه المروة والانسانية لان من جملتها صدق القول والكذب ينافيه فلا يجتمع المروة مع الكذب. 25 - قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: لا وفاء لملول أقول الوفاء: ضد الغدر، والملول فعول من الملال بمعنى السأمة يقال: مل الشئ ومل من الشئ يمل بالفتح مللا وملة وملالة اي سئمه، واستمل بمعنى مل، ورجل مل وملول وملولة وذو ملة وامراة ملولة كذا في مختار الصحاح. يعنى ان السأمة والحزن إذا استولى على احد يسد طرق احساسه ويضعف آلات ادراكه فلا يتيسر له الوفاء بما وعد، ويقع النقض على ما عهد، فالاحرى للعاقل (2) ان لا يفعل شيئا معتمدا على عهده ووعده ومتوكلا على قوله وفعله فانه مغلوب النهى ومسلوب ________________________________________ (1) - من آية 159 آل عمران. (2) - كذا والاولى ان يستعمل بالباء لا باللام اي يقال: بالعاقل. ________________________________________