[ 5 ] تكلم معهم بكلمات عليلة لاوجه لها عقلا ولا شرعا فقابلوا كلماته العليلة بالتحسين والتسليم والاذعان على وجه التعظيم فلما حضرت مائدة الطعام بادروا معه بأنواع الادب فألقى الشيخ - قدس سره - كمه في ذلك الطعام مستعتبا على اولئك الاعلام وقال: كل ياكمى، فلما شاهدوا تلك الحالة العجيبة أخذوا في التعجب والاستغراب واستفسروه - قدس سره - عن معنى ذلك الخطاب فأجاب - عطر الله مرقده - بأنكم انما أتيتم بهذه الاطعمة النفيسة لاجل أكمامي الواسعة لا لنفسي القدسية اللامعة والا فانا صاحبكم بالامس وما رايت تكريما مع انى جئتكم بالامس بهيئه الفقراء وسجية العلماء واليوم جئتكم بلباس الجبارين وتكلمت بكلام الجاهلين فقد رجحتم الجهالة على العلم والغنى على الفقر وأنا صاحب الابيات التى في أصالة المال وفروعية الكمال التى أرسلتها اليكم وعرضتها عليكم وقابلتموها بالتخطئة وزعمتم انعكاس القضية فاعترف الجماعة بالخطا في تخطئتهم واعتذروا عما صدر منهم من التقصير في شانه قدس سره. مصنفاته وله من المصنفات البديعة والرسائل الجليلة ما لم يسمح بمثلها الزمان ولم يظفر بنظيرها احد من الاعيان، منها كتاب شرح نهج البلاغة وهو حقيق بان يكتب بالنور على الاحداق لا بالحبر على الاوراق وهو عدة مجلدات، ومنها شرحه الصغير على نهج البلاغة جيد مفيد جدا، رايته في حدود الحادية والثمانين بعد الالف، وكتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة، لم يعمل مثله، وكتاب شرح الاشارات اشارات استاذه العالم قدوة الحكماء وامام الفضلاء الشيخ السعيد الشيخ على بن سليمان البحراني وهو في غاية المتانة والدقة على قواعد الحكماء المتألهين وله كتاب القواعد في علم الكلام يعنى به كتابه المسمى بقواعد المرام وعندنا منه نسخة قديمة وقد فرغ من تصنيفه في شهر ربيع الاول من سنة ست وسبعين وستمائه، قال: وكتاب المعراج السماوي، وكتاب البحر الخضم ورسالة في الوحى والالهام وسمعت من بعض الثقات ان له شرحا ثالثا على كتاب نهج البلاغة متوسطا. ________________________________________