[ 4 ] تبن لى أن المحاسن كلها * فروع وأن المال فيها هو الاصل فلما وصلت هذه الابيات إليهم كتبوا إليه انك اخطات في ذلك خطاء ظاهرا وحكمك بأصالة المال عجب بل اقلب تصب، فكتب في جوابهم هذه الابيات وهى لبعض الشعراء المتقدمين: قد قال قوم بغير علم * ما المرؤ الا بأكبريه فقلت قول امرئ حكيم * ما المرؤ الا بدرهميه من لم يكن درهم لديه * لم تلتفت عرسه إليه ثم انه عطر الله مرقده لما علم ان مجرد المراسلات والمكاتبات لا تنفع الغليل ولاتشفى العليل توجه الى العراق لزيارة الائمة المعصومين عليهم السلام واقامة الحجة على الطاعنين ثم انه بعد الوصول الى تلك المشاهد العلية لبس ثيابا خشنة عتيقه وتزيى بهيئة رثة بالاطراح والاحتقار خليقة ودخل بعض مدار س العراق المشحون بالعلماء والحذاق فسلم عليهم فرد بعضهم عليه السلام بالاستثقال والانتقاع التام فجلس - عطر الله مرقده - في صف النعال ولم يلتفت إليه أحد منهم ولم يقضوا واجب حقه وفى اثناء المباحثة وقعت بينهم مسألة مشكلة دقيقة كلت منها أفهامهم وزلت فيها أقدامهم فأجاب - روح الله روحه وتابع فتوحه - بتسعة أجوبة في غاية الجودة والدقة فقال له بعضهم بطريق السخرية والتهكم: إخالك طالب علم ؟ ! ثم بعد ذلك أحضر الطعام فلم يؤاكلوه - قدس سره - بل أفردوه بشئ قليل على حدة واجتمعوا هم على المائدة فلما انقضى ذلك المجلس قام - قدس سره - ثم انه عاد في اليوم الثاني إليهم وقد لبس ملابس فاخرة بهية بأكمام واسعة وعمامة كبيرة وهيئة رائعة فلما قرب وسلم عليهم قاموا له تعظيما واستقبلوه تكريما وبالغوا في ملاطفته ومطايبته واجتهدوا في تكريمه وتوقيره وأجلسوه في صدر ذلك المجلس المشحون بالافاضل والمحققين والاكابر المدققين ولما شرعوا في المباحثة والمذاكرة ________________________________________