[ 255 ] حضرت صلوة المغرب فأمر فنزلوا ثم توضأ وأذن فلما فرغ من الاذان انفلق الجبل عن هامة بيضاء ووجه أبيض فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته مرحبا بوصى خاتم النبيين العالم المؤمن الفاضل الفائق ميزان الصديقين وسيد الوصيين فقال: عليك السلام يا أخي شمعون وصى روح الله، قال: فتحدثا مليا ثم ودعه شمعون والتأم الجبل، فلما خرج عليه السلام الى القتال سأله عمار وابن عباس والاشتر وهاشم بن عتبه المرقال وأبو ايوب الانصاري وقيس بن سعد وعمرو بن الحمق وعبادة بن الصامت عن الرجل فأخبرهم ________________________________________ والمترف بن الاجذم يقتله ابن عمه على دجلة وهو اشارة الى عز الدولة بختيار بن معز الدولة أبى الحسين وكان معز الدولة أقطع اليد قطعت يده النكوص في الحرب وكان ابنه عز الدولة بختيار مترفا صاحب لهو وطرب وقتله عضد الدولة فناخسروا ابن عمه بقصر الجص على دجلة في الحرب وسلبه ملكه، فأما خلعهم للخلفاء فان معز الدولة خلع المستكفى ورتب عوضه المطيع، وبهاء الدولة ابا نصر بن عضد الدولة خلع الطائع ورتب عوضه القادر، وكانت مدة ملكهم كما أخبر به عليه السلام، وكاخباره عليه السلام لعبد الله بن العباس رحمه الله تعالى عن انتقال الامر الى اولاده فان على بن عبد الله لما ولد اخرجه ابوه عبد الله الى على عليه السلام فأخذه وتفل في فيه وحنكه بتمرة قد لاكها ودفعه إليه وقال: خذ اليك ابا الاملاك، هكذا الرواية الصحيحة وهى التى ذكرها أبو العباس المبرد في كتابه الكامل وليست الرواية التى يذكر فيها العدد بصحيحة ولا منقولة من كتاب معتمد عليه. وكم له من الاخبار عن الغيوب الجارية هذا المجرى مما لو أردنا استقصاء لكسرنا له كراريس كثيرة وكتب السير تشتمل عليها مشروحة. فان قلت: لماذا غلا الناس في أمير المؤمنين عليه السلام فادعوا فيه الالهية لاخباره عن الغيوب التى شاهدوا صدقها عيانا ولم يغلوا في رسول الله صلى الله عليه وآله فيدعوا له الالهية واخباره عن الغيوب الصادقة قد سمعوها وعلموها يقينا وهو كان اولى بذلك لانه الاصل المتبوع، ومعجزاته اعظم واخباره عن العيوب اكثر ؟ ________________________________________