[ 233 ] ومنها قوله عليه السلام على علم تدبير الحروب: فقدموا الدارع، واخروا الحاسر، وعضوا على الاضراس، فانه أنبى للسيوف عن الهام، والتووا في أطراف الرماح، فانه أمور للاسنة، وغضوا الابصار، فانه أربط للجأش وأسكن للقلوب، وأميتوا الاصوات، فانه أطرد للفشل، ورأيتكم فلا تميلوها، ولا تخلوها، ولا تجعلوها الا بأيدي شجعانكم والمانعين الدمار منكم، فان الصابرين على نزول - الحقائق هم الذين يحفون براياتهم ويكتنفونها حفافيها ووراءها وامامها لا يتأخرون عنها فيسلموها، ولا يتقدمون عليها فيفردوها. وهو مذكور في كتاب نهج البلاغة (1). وكذلك قوله عليه السلام في هذا المعنى في بعض ايام صفين (2): ________________________________________ من الطبعة الاولى): " اقول: صدر الفصل بذكر فضيلته وهى علمه بكيفية تبليغ الرسالات وادائها، وعلمه باتمام الله تعالى ما وعد به المتقين في دار القرار فتمام وعده ان لا خلف فيه، وتمام اخباره ان لا كذب فيها، وتمام اوامره ونواهيه اشتمالها على المصالح الخالصة والغالبة وهكذا ينبغى ان يكون اوصياء الانبياء وخلفائهم في ارض الله وعباده ثم اردف ذلك بالاشارة الى فضل اهل البيت عاما واراد بضياء الامر انوار العلوم التى يبتنى عليها الامور والاعمال الدينية والدنيويه وما ينبغى ان يهتدى الناس به في حركاتهم من قوانين الشريعة وما يستقيم به نظام الامر من قوانين السياسات وتدبير المدن والمنازل ونحوهما إذ كان كل امر شرع فيه على غير ضياء من الله ورسوله أو احد اهل بيته وخلفائه الراشدين فهو محل التيه والزيغ عن سبيل الله ". فمن اراد باقى الكلام وشرحه فليراجع شرح نهج البلاغة. (1) - هو مذكور في نهج البلاغة في باب الخطب فان اردت شرحه فراجع شرح ابن ابى الحديد (ج 2 ص 266 من طبعة مصر) أو شرح شارح تلك الكلمات ابن ميثم (ره) على نهج البلاغة (ص 286 من الطبعة الاولى). (2) - هو ايضا مذكور في نهج البلاغة (انظر شرح ابن ميثم (ره) ص 182 من الطبعة الاولى) وان اردت ان تراجع شرح ابن ابى الحديد فراجع ج 1 ص 476 من طبعة مصر. ________________________________________