[ 232 ] فانظر الى هذا الرأى الصائب بعين بصيرتك تجده كافلا لمحاسن تدابير الرياسات مقتضيا لنظام الحركات المدنية كاشفا لمصالح الملك مستلزما لكونه عليه السلام أفضل المتقدمين في هذا الشأن. ومنها قوله عليه السلام (1): والله لقد علمت (2) تبليغ الرسالات، واتمام العدات، وتمام الكلمات، وعندنا أهل البيت ابواب الحكم وضياء الامر. ولا شك ان من علم تبليغ الرسالات وادائها وكانت عنده ابواب الحكمة كان اولى الخلق بتدبير احوال الخلق واقدرهم على نظم امورهم (3). ________________________________________ الناكثين والقاسطين والمارقين. وثانيهما - يجوزان يكون غلب على ظنه ان غيره لا يقوم مقامه في حرب هذه الفرق الخارجة عليه ولم يجد اميرا محربا من اهل البلاء والنصيحة لانه (ع) هكذا قال لعمر واعتبر هذه القيود والشروط فمن كان من اصحابه (ع) محربا لم يكن من اهل النصيحة له، ومن كان من أهل النصيحة له لم يكن محربا فدعته الضرورة الى مباشرة الحرب بنفسه ". اقول: قد عمل أمير المؤمنين (ع) هذا العمل في غير حرب الجمل وصفين والنهروان ويكشف عن ذلك ما نقله السيد الرضى (رض) في نهج البلاغة (ج 2 شرح ابن ابى الحديد ص 259 من طبعة مصر) بهذه العبارة " ومن كلام له عليه السلام وقد جمع الناس وحضهم على الجهاد فسكتوا مليا فقال (ع) ما بالكم امخرسون انتم ؟ ! فقال قوم منهم: يا امير المؤمنين ان سرت سرنا معك، فقال (ع): ما بالكم لاسددتم لرشد ولاهديتم لقصد افي مثل هذا ينبغى ان اخرج وانما يخرج في مثل هذا رجل ممن ارضاه من شجعانكم وذوى بأسكم ولا ينبغى لى ان ادع الجند والمصر وبيت المال (الى ان قال) وانما انا قطب الرحى تدور على وانا بمكانى فإذا فارقته استحار مدارها واضطربت ثفالها (الى آخر ما قال) ". (1) - هو صدر كلام له (ع) نقله السيد الرضى (ره) في نهج البلاغة (انظر شرح نهج البلاغة لابن ابى الحديد ص 260 من المجلد الثاني من طبعة مصر). (2) - قال ابن ابى الحديد: " رواها قوم: لقد علمت، بالتخفيف وفتح العين، والرواية الاولى احسن ". (3) - قال ابن ميثم (ره) في شرحه لنهج البلاغة في شرح هذا الكلام مانصه (ص 284 ________________________________________