[ 9 ] الا بآلة جسمانية ولان البهائم الخالية عن (1) العقل لها هذا الحكم فان صورة العشب وطعمه مدركان لها فإذا للمحسوسات الظاهرة اجتماع في قوة وراء العقل واذ (2) ليس ولا واحد من الحواس الظاهرة كذلك لاختصاص كل منها بمدرك خاص فلابد من قوة اخرى باطنة وهو المطلوب. الثاني - نرى القطر النازل خطا مستقيما مع انه ليس في الخارج الا قطرات متفاصلة فهو إذا في الشعور فيكون في قوة مدركة له وليست القوة الباصرة فان البصر لا ينطبع فيه الشئ الا كما هو في الخارج، ولا النفس لانها لا تدرك الجزئيات فلابد من قوة اخرى وهو المطلوب. الثاني - الخيال وهو قوة مرتبة في الجزء الاخير من التجويف المقدم من الدماغ واما فعلها فحفط الصور المحسوسة بعد غيبتها عن الحس وبقائها فيها، واما برهان مغايرتها فلان الحس مدرك وهذه القوة حافظة والحفظ غير الادراك والقبول فان الماء له قوة قبول الاشكال لرطوبته وليس له قوة الحفظ لعدم اليبوسه، وليسا بقوة واحدة لاستحالة ان يصدر عن القوة الواحدة اثران (3) فإذا الحفظ لقوة اخرى تجرى مجرى الخزانة لقوة الحس المشترك يجتمع (4) فيها ما تقتنصه من صور المحسوسات بالحواس الظاهرة. الثالث - الوهم وهو قوة مرتبة في اخر التجويف الاوسط من الدماغ، وفعلها ادراك المعاني الجزئية الغير المحسوسة الموجودة في المحسوسات كادراك الشاة معنى في الذئب يوجب الهرب ومعنى في التيس (5) يوجب الطلب وهى في سائر الحيوان بمنزلة العقل للانسان وقد تكون هذه القوة في بعض الحيوانات اشد واقوى من بعض، والفرق بينهما وبين مدرك الصور الجزئية ظاهر. الرابع - الحافظة وتسمى الذاكرة باعتبار آخر وهى قوة مرتبة في التجويف ________________________________________ (1) - ب: " من ". (2) - ب: " إذا " (3) - ا: " امران ". (4) - ا: " لقوة الحس يجتمع ". (5) في النسخ: " الطيس ". ________________________________________