[ 8 ] الظاهرة وهو اليقظة وان لم ينصب إليها أو رجع عنها بعد انصبابه إليها تعطلت الحواس الظاهرة فذلك التعطل هو النوم. واعلم ان الرجوع بعد الانصباب (وعدم الانصباب) (1) قد يكون كل واحد منهما طبيعيا وقد لا يكون، فالاول الرجوع الطبيعي وهو اما بالتبعية لغيره كما إذا رجع الروح الحيوانى الذي ستعرفه ايضا الى الباطن لانضاج الغذاء فتبعها (2) الروح النفساني اولا بالتبعية وهو كما إذا تحلل جوهر الروح في اليقظة فرجع الى الباطن طلبا لبدل ما يتحلل. الثاني الرجوع الغير الطبيعي وهو كما إذا اقبلت الطبيعة على تنضيج العلة فيتبعها الروح النفساني. الثالث - عدم الانصباب الطبيعي وذلك ان يكون الروح في نفسه قليلا لا يفي بأن يبقى منه في الدماغ شئ ويخرج شئ منه الى آلات القوى. الرابع - عدم الانصباب الغير الطبيعي وذلك قد يكون لآفة تعرض للدماغ تنسد (3 معها مجاري الروح فلا يمكن نفوذه، وقد يكون لترطيب جوهر الروح فلا يقوى على البروز (4) كما كان في نوم السكرى وقد يكون لاسباب أخرى. البحث الرابع في الحواس الباطنة وهى ايضا خمسة: الاول - الحس المشترك ويسميه اليونانيون بنطاسيا وهو قوة مرتبة في الجزء الاول من التجويف المقدم من الدماغ مما يلى الوجة فاما فعلها فادراك جميع المحسوسات التى تدركها الحواس الظاهرة وذلك ان لهذه القوة خمس شعب فيها يسرى كل اثر يظهر للحواس وينتهى الى تلك القوة فتدركة واما برهان وجودها فمن وجهين، احدهما - لو لم يكن لنا هذه القوة لما امكننا (5) ان نحكم بان هذا الاصفر هو هذا الحلو فان القاضى على الشيئين لابد ان يحضره المقضى عليهما وليس هذا حكم العقل فان المحسوسات لا تدرك ________________________________________ (1) - ما بين القلابين سقط من نسخة ا. (2) - ب: " فيتبعها ". (3) - ا: " تفسد " د: " ينسد ". (4) - ب " البروزى ". (5) - ب: " لما امكنا " (بتشديد النون). ________________________________________