بيت .
- أصل البيت : مأوى الإنسان بالليل لأنه يقال : بات : أقام بالليل كما يقال : ظل بالنهار ثم قد يقال للمسكن بيت من غير اعتبار الليل فيه وجمعه أبيات وبيوت لكن البيوت بالمسكن أخص والأبيات بالشعر . قال D : { فتلك بيتوهم خاوية بما ظلموا } [ النمل / 52 ] وقال تعالى : { واجعلوا بيوتكم قبلة } [ يونس / 78 ] { لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم } [ النور / 27 ] ويقع ذلك على المتخذ من حجر ومدر وصوف ووبر وبه شبه بيت الشعر وعبر عن مكان الشيء بأنه بيته وصار أهل البيت متعارفا في آل النبي E ونبه النبي A بقوله : ( سلمان منا أهل البيت ) ( أخرجه الحاكم 3 / 598 وقال الذهبي : سنده ضعيف وقال العجلوني : رواه الطبراني والحاكم عن عمرو بن عوف وسنده ضعيف انتهى . قال الهيثمي : فيه عند الطبراني كثير بن عبد الله المزني ضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات .
انظر : كشف الخفاء 1 / 459 ، والفتح الكبير 2 / 159 وأسباب ورود الحديث 2 / 367 ) .
أن مولى القوم يصح نسبته إليهم كما قال : ( مولى القوم منهم وابنه من أنفسهم ) ( قال السخاوي : رواه أصحاب السنن وابن حبان من حديث أبي رافع وفيه قصة . انتهى .
وهو عند الشيخين عن أنس بلفظ : ( من أنفسهم ) وأيضا فيه : ( ابن أخت القوم منهم أو من أنفسهم ) . راجع : فتح الباري 12 / 48 وشرح السنة 8 / 352 وكشف الخفاء 2 / 291 والمقاصد الحسنة ص 439 ) .
وبيت الله والبيت العتيق : مكة قال الله D : { وليطوفوا بالبيت العتيق } [ الحج / 29 ] { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة } [ آل عمران / 96 ] { وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت } [ البقرة / 127 ] يعني : بيت الله .
وقوله D : { وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى } [ البقرة / 189 ] إنما نزل في قوم كانوا يتحاشون أن يستقبلوا بيوتهم بعد إحرامهم فنبه تعالى أن ذلك مناف للبر ( انظر : الدار المنثور 1 / 491 . وأسباب النزول للواحدي ص 86 ) وقوله D : { والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام } [ الرعد / 23 ] معناه : بكل نوع من المسار وقوله تعالى : { في بيوت أذن الله أن ترفع } [ النور / 36 ] قيل : بيوت النبي ( وهذا قول مجاهد فيما أخرجه عنه ابن أبي حاتم . انظر : الدر المنثور 6 / 203 ) نحو : { لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم } [ الأحزاب / 53 ] وقيل : أشير بقوله : { في بيوت } إلى أهل بيته وقومه . وقيل : أشير به إلى القلب . وقال بعض الحكماء في قول النبي A : ( لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة ) ( الحديث متفق على صحته وهو في البخاري في بدء الخلق 6 / 256 ومسلم برقم ( 2106 ) في اللباس والزينة وانظر : شرح السنة 12 / 126 ) : إنه أريد به القلب وعني بالكلب الحرص بدلالة أنه يقال : كلب فلان : إذا أفرط في الحرص وقولهم : هو أحرص من كلب ( ومن أمثالهم : أحرص من كلب على جيفة ومن كلب على عرق والعرق : العظم عليه اللحم . راجع : مجمع الأمثال 1 / 228 ) .
وقوله تعالى : { وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت } [ الحج / 26 ] يعني : مكة و { قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة } [ التحريم / 11 ] أي : سهل فيها مقرا { وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة } [ يونس / 87 ] يعني : المسجد الأقصى .
وقوله D : { فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين } [ الذاريات / 36 ] فقد قيل : إشارة إلى جماعة البيت فسماهم بيتا كتسمية نازل القرية قرية . والبيات والتبيت : قصد العدو ليلا .
قال تعالى : { أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وههم نائمون } [ الأعراف / 97 ] / { بياتا أو هم قائلون } [ الأعراف / 4 ] . والبيوت : ما يفعل بالليل قال تعالى : { بيت طائفة منهم } [ النساء / 81 ] . يقال لكل فعل دبر فيه بالليل : بيت قال تعالى : { إذ يبيتون ما لا يرضى من القول } [ النساء / 108 ] وعلى ذلك قوله عليه السلام : ( لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل ) ( الحديث أخرجه ابن ماجه عن حفصة قالت : قال رسول الله صلى عليه وسلم : ( لا صيام لمن لم يفرضه من الليل ) وهو في سننه 1 / 542 ، والفتح الكبير 3 / 346 . وفي الموطأ عن ابن عمر أنه كان يقول : ( لا يصوم إلا من أجمع الصيام قبل الفجر ) وعن حفصة عن النبي A قال : ( من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له ) قال ابن عبد البر : اضطرب في إسناده وهو أحسن ما روي مرفوعا في هذا الباب انتهى . راجع شرح الزرقاني للموطأ 2 / 157 وتنوير الحوالك 1 / 270 وأخرجه أبو داود في الصوم راجع معالم السنن 2 / 134 والنسائي 4 / 196 وأحمد 6 / 87 وانظر : شرح السنة 6 / 268 ) .
وبات فلان يفعل كذا عبارة موضوعة لما يفعل بالليل كظل لما يفعل بالنهار وهما من باب العبارات