عقل .
- العقل يقال للقوة المتهيئة لقبول العلم ويقال للعلم الذي يستفيده الإنسان بتلك القوة عقل ولهذا قال أمير المؤمنين Bه : .
- 327 - رأيت العقل عقلين ... فمطبوع ومسموع .
- 328 - ولا ينفع مسموع ... إذا لم يك مطبوع .
- 329 - كما لا ينفع الشمس ... وضوء العين ممنوع .
( الأبيات في ديوانه ص 121 وأدب الدنيا والدين ص 15 وإحياء علوم الدين 1 / 86 ) .
وإلى الأول أشار A بقوله : ( ما خلق الله خلقا أكرم عليه من العقل ) ( الحديث عن أبي هريرة عن النبي قال : ( إن الله لما خلق العقل قال له : أقبل : فأقبل ثم قال له : أدبر فأدبر فقال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أشرف منك فبك آخذ وبك أعطي ) .
قال ابن تيمية : إنه كذب موضوع باتفاق وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء : أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط وأبو نعيم بإسنادين ضعيفين .
انظر : الإحياء مع تخريجه 1 / 83 وحليه الأولياء 7 / 318 وكشف الخفاء 1 / 236 ) وإلى الثاني أشار بقوله : ( ما كسب أحد شيئا أفضل من عقل يهديه إلى هدى أو يرده عن ردى ) ( الحديث عن عمر قال : قال رسول الله : ( ما اكتسب رجل مثل فضل عقل يهدي صاحبه إلى هدى ويرده عن ردئ وما تم إيمان عبد ولا استقام دينه حتى يكمل عقله ) انتهى .
قال العراقي : أخرجه ابن المحبر في العقل وعنه الحارث بن أبي أسامة .
انظر : الإحياء 1 / 83 . قلت داود بن المحبر كذاب وقال ابن حجر : وأكثر ( كتاب العقل ) الذي صنفه موضوعات . مات سنة 206 هجري . انظر : تقريب التهذيب ص 200 ) وهذا العقل هو المعني بقوله : { وما يعقلها إلا العالمون } [ العنكبوت / 43 ] وكل موضع ذم الله فيه الكفار بعدم العقل فإشارة إلى الثاني دون الأول نحو : { ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق } ( الآية : { ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداءا صم بكم . . . } سورة البقرة : آية 171 ) إلى قوله : { صم بكم عمي فهم لا يعقلون } ( الآية : { ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداءا صم بكم . . . } سورة البقرة : آية 171 ) ونحو ذلك من الآيات وكل موضع رفع فيه التكليف عن العبد لعدم العقل فإشارة إلى الأول .
وأصل العقل : الإمساك والاستمساك كعقل البعير بالعقال وعقل الدواء البطن وعقلت المرأة شعرها وعقل لسانه : كفه ومنه قيل : للحصن : معقل وجمعه معاقل . وباعتبار عقل البعير قيل : عقلت المقتول : أعطيت ديته وقيل : أصله أن تعقل الإبل بفناء ولي الدم وقيل : بل بعقل الدم أن يسفك ثم سميت الدية بأي شيء كان عقلا وسمي الملتزمون له عاقلة وعقلت عنه : نبت عنه في إعطاء الدية ودية معقلة على قومه : إذا صاروا بدونه واعتقله بالشغزبية ( الشغزبية : ضرب من العقل ) : إذا صرعه واعتقل رمحه بين ركابه وساقه وقيل : العقال : صدقة عام لقول أبي بكر Bه ( لو منعوني عقالا لقاتلتهم ) ( وقال أبو بكر هذا لما ارتدت العرب ومنعت الزكاة . وانظر : فتح الباري 3 / 262 ) ولقولهم : أخذ النقد ولم يأخذ العقال ( انظر : جمهرة اللغة 3 / 129 ) وذلك كناية عن الإبل بما يشد به أو بالصدر فإنه يقال : عقلته عقلا وعقالا كما يقال : كتبت كتابا ويسمى المكتوب كتابا كذلك يسمى المعقول عقالا والعقيلة من النساء والدر وغيرهما : التي تعقل أي : تحرس وتمنع كقولهم : علق مضنة ( قال ابن منظور : ويقال : هذا الشيء علق مضنة أي : يضن به وجمعه أعلاق . انظر : اللسان ( علق ) ) لما يتعلق به والمعقل : جبل أو حصن يعتقل به والعقال : داء يعرض في قوائم الخيل والعقل : اصطكاك فيها . ... عقم .
- أصل العقم : اليبس المانع من قبول الأثر ( قال كراع : العقم أصله اللي ومنه قيل : امرأة عقيم : لا تلد كأن رحمها عقمت عن الولادة . المنتخب 2 / 664 ) يقال : عقمت مفاصله وداء عقام : لا يقبل البرء والعقيم من النساء : التي لا تقبل ماء الفحل . يقال : عقمت المرأة والرحم . قال تعالى : { فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم } [ الذاريات / 29 ] وريح عقيم : يصح أن يكون بمعنى الفاعل وهي التي لا تلقح سحابا ولا شجرا ويصح أن يكون بمعنى المفعول كالعجوز العقيم ( انظر : المدخل لعلم تفسير كتاب الله بتحقيقنا ص 267 - 268 ) وهي التي لا تقبل أثر الخير وإذا لم تقبل ولم تتأثر لم تعط ولم تؤثر قال تعالى : { إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم } [ الذاريات / 41 ] ويوم عقيم : لا فرح فيه