[ 37 ] ورواية الاجلاء عن شخص تدخل في حساب احتمال صدقه. وشهادة القدماء أو المتأخرين بأمانة آخر تدخل في حساب احتمال صدقه أيضا. كما ان اطلاع الراوي على أسرار المعصومين وأحوالهم الخاصة أو العامة فضلا عن كونه وكيلا من قبلهم يدخلان كعامل في إبراز هوية الراوي. وأيضا فان كيف الرواية ونوعها ومدى انسجامها مع الخطوط العامة للتشيع ومع ظروف كل أمام وبحسب عصره تشكل عاملا مهما في اقتناص أمانة الراوي ورزانته ودراسة الحاضر بمقبول ما فيه ومستغربه تشكل أسا آخر لحكم ما على راو ما فسهل بن زياد من باب المثال ممن ورد فيه تضعيف وذم ومع ذلك يلتزم بوثاقته لكونه من مشايخ الاجازة المعروفين والناقلين الناشرين لاحاديث أهل البيت (رض) إلى غير ذلك مما يدعو إلى القول بوثاقته كما انك ستعرف الحديث عنه مفصلا في الخاتمة. وأيضا فقد يكون الذم تارة أحد قرائن صدق الرجل وعلو مقامه وشموخ شأنه مع ملاحظة سائر ظروفه وما قيل فيه. فهذا زرارة بن أعين مثلا ممن ورد فيه اللعن والذم والتشهير (1) مع انه من أجل الاصحاب وأبرزهم والذي ورد فيه انه من أحب الناس إلى المعصوم وان الجنة تشتاق له وأن الشريعة كادت تندرس لولاه (2). ________________________________________ (1) منه ما رواه عمار الساباطي عن أبي عبد الله (عليه السلام) (.. يا عمار أتعرف هذا الرجل ؟ قلت لا والله إلا أني نزلت ذات ليلة في بعض المنازل فرأيته يصلي صلاة ما رأيت أحدا صلى مثلها ودعا بدعاء ما رأيت أحدا دعا بمثله فقال لي هذا زرارة بن أعين هذا من الذين وصفهم الله عزوجل في كتابه فقال: * (فقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منشورا) * وفي غيرها ان الامام لعنه ثلاثا وفي آخر ان ايمانه عارية وأنه شر في اليهود والنصارى. الخ راجع اختيار معرفة الرجال - ص 151. (2) كرواية عبد الله بن زرارة عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حق زرارة (... فانك = (*) ________________________________________