[ 25 ] هذا هو الوجه الاول للزوم المراجعة إلى علم الرجال. واليك الوجوه الباقية. الثاني: الرجوع إلى صفات الراوي في الاخبار العلاجية إن الاخبار العلاجية تأمر بالرجوع إلى صفات الراوي من الاعدلية والافقهية، حتى يرتفع التعارض بين الخبرين بترجيح أحدهما على الآخر في ضوء هذه الصفات. ومن المعلوم أن إحراز هذه الصفات في الرواة لا يحصل إلا بالمراجعة إلى " علم الرجال "، قال الصادق عليه السلام في الجواب عن سؤال عمر بن حنظلة عن اختلاف القضاة في الحكم مع استناد اختلافهما إلى الاختلاف في الحديث: " الحكم ما حكم به أعدلهما وأفقههما وأصدقهما في الحديث وأورعهما ولا يلتفت إلى ما يحكم به الآخر " (1). فإن الحديث وإن كان واردا في صفات القاضي، غير أن القضاة في ذلك الوقت كانوا رواة أيضا، وبما أن الاجتهاد كان في ذلك الزمن قليل المؤنة، بسيط الحقيقة، لم يكن هناك فرق بين الاستنباط ونقل الحديث إلا قليلا، ولاجل ذلك تعدى الفقهاء من صفات " القاضي " إلى صفات " الراوي ". أضف إلى ذلك أن الروايات العلاجية غير منحصرة بمقبولة عمر بن حنظلة، بل هناك روايات اخر تأمر بترجيح أحد الخبرين على الآخر بصفات الراوي أيضا، يقف عليها من راجع الباب التاسع من أبواب صفات القاضي من الوسائل (ج 18، كتاب القضاء). الثالث: وجود الوضاعين والمدلسين في الرواة إن من راجع أحوال الرواة يقف على وجود الوضاعين والمدلسين ________________________________________ (1) الوسائل، ج 18 كتاب القضاء، الباب التاسع من أبواب صفات القاضي الحديث الاول، الصفحة 75. [ * ] ________________________________________