[ 25 ] أبو هريرة وفضله - كما في ترجمة جعفر من الاصابة - على الناس بعد النبي كافة. وقد روى البخاري (1) بالاسناد إلى أبي هريرة قال: إن الناس يقولون اكثر أبو هريرة على رسول الله صلى الله عليه وآله واني كنت ألزمه بشبع بطني حتى لا أكل الخمير ولا ألبس الحبير ولا يخدمني فلان وفلانة وكنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع، وكنت استقرئ الرجل الآية هي معي كي ينقلب بي فيطعمني، وكان اخير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته الحديث (2). وأخرج البغوي من طريق المقبري - كما في ترجمة جعفر من الاصابة - قال: كان جعفر بن أبي طالب يحب المساكين ويجلس إليهم ويخدمهم ويخدمونه ويحدثهم ويحدثونه فكان رسول الله صلى الله عليه وآله يكنيه أبا المساكين (3). وأخرج الترمذي والنسائي الصحيح كما في ترجمة جعفر من الاصابة أيضا عن أبي هريرة قال: ما احتذي النعال ولا اركب المطايا ولا وطأ التراب بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل من جعفر بن أبي طالب (4). * هامش * (1) في ص 197 من الجزء الثاني من صحيحه في باب مناقب جعفر وأخرج نحوه أبو نعيم في ترجمة جعفر 117 من الجزء الاول من حليته. (2) ونقل ابن عبد ربه الاندلسي - في فصل الجود مع الاقلال من الجزء الاول من عقده الفريد - عن أبي هريرة انه قال: تبعت جعفر بن أبي طالب ذات يوم وانا جائع فلما بلغ الباب التفت فرآني فقال لي: أدخل فدخلت ففكر حينا فما وجد في بيته شيئا إلا نحيا كان فيه سمن مرة، فانزله من رف لهم، فشقه بين أيدينا، فجعلنا نلعق ما كان فيه من السمن والزيت وهو يقول: ما كلف الله نفسا فوق طاقتها * ولا تجود يد إلا بما تجد (3) وهذا الحديث أخرجه أبو نعيم في ترجمة جعفر من حلية الاولياء ص 117 من جزئها الاول من طريق المقبري عن أبي هريرة ايضا. (4) وهذا الحديث أورده ابن عبد البر في ترجمة جعفر من الاستيعاب ________________________________________