[ 574 ] ويلعن فذ أمته جهارا * إذا ساس البرية والخليعا " الا اف لدهر كنت فيه * هدانا سامعا لكم معليعا وكان خالد بن عبد الله القسرى قد أنشد قصيدة الكميت التى يهجو فيها اليمن وهى التى أولها: إلا حييت عنا يا مدينا فقال أو فعلها والله لا قتلته ثم أشترى ثلاثين جارية وتخيرهن نهاية في الحسن والكمال والأدب فراواهن الهاشميات ودسهن مع نخاس إلى هشام بن عبد الملك فاشتراهن جميعا " فلما أنس بهن أستنطقهن فرأى منهن فصاحة وادبا " واستقرأهن القرآن فقرأنه واستنشدهن الشعر فانشدته قصائد الكميت الهاشميات فقال ويلكن من قائل هذا الشعر قلن الكميت بن زيد الأسدى قال وفى أي بلد هو قلن في العراق ثم بالكوفة فكتب إلى خالد وهو عامله على العراق أبعث إلى برأس الكميت بن زيد الأسدى فلم يشعر الكميت إلا والخيل محدقة بداره فاخذ وحبس في الحبس وكان ابان بن الوليد عاملا على واسط وكان الكميت صديقه فبعث إليه بغلام على بغل وقال له أنت حر إن لحقته والبغلة لك وكتب إليه أما بعد فلقد بلغني ما صرت إليه وهو القتل إلا ان يدفع الله عزوجل وأرى لك ان تبعث إلى حبى وهى زوجة الكميت وكانت ممن تتشيع أيضا " فإذا دخلت اليك تنقبت نقابها ولبست ثيابها وخرجت فإنى أرجوا الأمن لك فركب الغلام وسار بقية يومه وليلته من واسط إلى الكوفة فصبحها فدخل الحبس متنكرا " وأخبر الكميت بالقصة فبعث إلى أمراته فقص عليها القصة وقال أي بنية عم أعلمى ان الوالى لا يقدم عليك ولا يسلمك قومك ولو خفته عليك لما عرضتك له فألبسته ثيابها وازارها وخمرته وقالت أقبل وادبر ففعل فقالت ما انكرت منك شيئا " إلا يبسا " في كفيك أخرج على أسم الله وأخرجت معه جاريتين لها فخرج وعلى باب السجن أبو الوضاح حبيب بن بديل ومعه فتيان من أسد فلم يؤبه ________________________________________