[ 570 ] فلما أتى على آخرها قال له (ع) ثوابك يعجز عنه ولكن ما عجزنا عنه فإن الله لا يعجز عن مكافاتك اللهم أغفر للكميت اللهم أغفر للكميت ثم قسط له على نفسه وعلى أهله أربعمائة الف درهم وقال له خذ يا ابا المستهل فقال له لو وصلتني بدانق لكان شرفا لى ولكن إن أحببت ان تحسن إلى فادفع إلى بعض ثيابك التى على جسدك أتبرك بها فقام (ع) فنزع ثيابه ودفعها إليه كلها ثم قال اللهم ان الكميت جاد في آل رسولك وذرية نبيك بنفسه حين ضن الناس واظهر ما كتمه غيره من الحق فأمته شهيدا واحيه سعيدا واحسن له الجزاء عاجلا واجزل له جزيل المثوبة آجلا فإنا قد عجزنا عن مكافاته قال الكميت فما زلت اعرف بركة دعائه عليه وعلى آبائه عليهم السلام. وحدث محمد بن سهل قال دخلت مع الكميت على أبى عبد الله جعفر بن محمد الصادق " ع " في أيام التشريق فقال جعلت فداك الا انشدك قال إنها أيام عظام قال انه فيكم قال " ع " هات فانشده قصيدته التى أولها: الا هل عم في رأيه متأمل * وهل مدبر بعد الاساءة مقبل وهل امة مستيقظون لدينهم * فيكشف عنه النعسة المتزمل فقد طال هذا النوم واستخرج الكرى * مساويهم لو أن ذا الميل يعدل وعطلت الأحكام حتى كأننا * على ملة غير التى نتنحل كلام النبيين الهداة كلامنا * وأفعال أهل الجاهلية نفعل رضينا بدنيا لا نريد فراقها * على اننا فيها نموت ونقتل ونحن بها المستمسكون كأنها * لنا جنة مما نخاف ومعقل فكثر البكاء وارتفعت الاصوات فلما مر على قوله في الحسين عليه السلام: كأن حسينا والبهاليل حوله * لأسيافهم ما يختلى المتبقل يخضن بهم من آل أحمد في الوغى * دما ظل منهم كالبهيم المحجل فلم أر مخذولا أجل مصيبة * وأوجب منه نصرة حين يخذل ________________________________________