[ 564 ] له يا ابا محمد ما رأيناك ذكرت الكميت قال ذاك أشعر الاولين والآخرين. وقال ابن عكرمة الضبى لو لا شعر الكميت لم يكن للغة ترجمان ولا للبيان لسان ويقال ان شعره بلغ اكثر من خمسة الآف بيت. وقال أبو عبيدة لو لم يكن لبنى أسد منقبة غير الكميت لكفاهم حبهم إلى الناس وأبقى لهم ذكرا. وقال بعضهم كان في الكميت عشر خصال لم تكن في شاعر كان خطيب أسد وفقيه الشيعة حافظ القرآن العظيم ثبت الجنان وكان كاتبا حسن الخط وكان نسابة وكان جدلا وهو أول من ناظر في التشيع وكان راميا " لم يكن في أسد أرمى منه وكان فارسا " شجاعا " دينا وكان مشهورا في التشيع مجاها في ذلك وقصائد الهاشميات من جيد شعره. وحدث محمد النوفلي قال لما قال الكميت الشعر كان أول ما قال الهاشميات فسرها ثم اتى الفرزدق فقال له يا ابا فراس إنك شيخ مضر وشاعرها وقد نفث على لساني فقلت شعرا فاحببت ان أعرضه عليك فان كان حسنا أمرتنى باذاعته وان كان قبيحا " امرتني بستره وكنت أول من ستره على. قال اما عقلك فحسن وانى لأرجو ان يكون شعرك على قدر عقلك فانشده: طربت وما شوقا إلى البيض اطرب قال ففيم تطرب يابن أخى فقلت: ولا لعبأ منى وذو الشيب يلعب قال بلى يابن أخى فالعب فانك في أوان اللعب فقلت: ولم تلهنى دار ولا رسم منزل * ولم يتطربني بنان مخضب قال وما يطربك يابن اخى فقلت: ولا انا ممن يزجر الطير همه * أصاح غراب أم تعرض ثعلب فقال أجل لا تتطير فقلت: ________________________________________