[ 554 ] ولست بشرهم ما أعددت لهذا المضجع قال شهادة ان لا إله إلا الله منذ ثمانين سنة قال الحسن نعم العدة ثم أنشأ الفرزدق يقول: أخاف وراء القبران لم يعافنى * أشد من القبر التهابا واضيقا إذا جاء في يوم القيامة قائد * عنيف وسواق يسوق الفرزدقا فقد خاب من أولاد آدم من مشى * إلى النار مشدود القلادة أزرقا يساق إلى نار الجحيم مسربلا * سرابيل قطران لباسا " محرقا " إذا شربوا فيها * مر الصديد تمزقا فابكى الناس. وروى انه مات للفرزدق ابن صغير فصلى عليه ثم الفتت إلى الناس وقال: وما نحن إلا مثلهم غير اننا * أقمنا قليلا بعدهم ثم نرحل فمات بعد ذلك بايام رحمه الله. قال الشريف المرتضى في (الغرر والدرر) كان الفرزدق قد نزع في آخر عمره عما كان من القذف والفسق وراجع طريقة الدين على انه لم يكن في خلال فسقه منسلخا " عن الدين جملة ولا مهملا أمره أصلا. قال ومما يشهد بذلك ما أخبرنا به أبو عبد الله المرزبانى قال أخبرنا أبو ذر القراطيبى قال أخبرنا ابن أبى الدنيا قال أخبرنا الرياشى عن الأصمعى عن سلام ابن مسكين قال قيل للفرزدق علام تقذف المحصنات فقال والله لله أحب إلى من عينى هاتين أفتراه يعذبنى بعدها. ورؤى انه تعلق باستار الكعبة فعاهد الله على ترك الهجاء والقذف الذين كان أرتكبهما قال: الم ترنى عاهدت ربى اننى * لبين رئاج قائما ومقام على حلفة لا اشتم الدهر مسلما * ولا خارجا " من في زور كلام اطعتك يا ابليس تسعين حجة * فلما انقضى عمرى وتم تمامى فزعت إلى ربى وايقنت اننى * ملاق لأيام الحتوف حمامى ________________________________________