[ 551 ] المتوفى بالبصرة سنة أربعة وخمسين وثلاثمائة على باب داره وكتبته من كتاب املاه املاء من أصله ثم قرأته بعد ذلك بعشر سنين عشية الجمعة لست ليال بقين من شعبان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة على أبى الحسين محمد بن محمد بن جعفر ابن لنكك اللغوى على باب داره ولم يكن أصل يرجع إليه وذكر انه قد سمعه: قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن زكريا بن دينار قال حدثنا عبد الله بن محمد يعنى بن عايشة قال حدثنى أبى وغيره قال حج هشام بن عبد الملك في زمن عبد الملك أو الوليد فطاف بالبيت فجهد ان يصل إلى الححر فيستلمه فلم يقدر عليه فنصب له منبر وجلس عليه ينظر إلى الناس ومعه أهل الشام إذ أقبل على بن الحسين بن على " ع " وكان من أحسن الناس وجها " وأطيبهم ريحا " فطاف بالبيت فكلما بلغ إلى الحجر تنحى له الناس حتى يستلمه فقال رجل من أهل الشام من هذا الذى قد هابه الناس هذه الهيبة فقال هشام لا أعرفه مخافة ان يرغب فيه أهل الشام وكان الفرزدق حاضرا فقال الفرزدق لكنى أعرفه قال الشامي من هو يا ابا فراس فقال الفرزدق: هذا الذى تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقى النقى الطاهر العلم روى ابن لنكك الظاهر بظاء معجمة وروى المتوثى بطاء غير معجمة: إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهى الكرم ينمى إلى ذروة العز التى قصرت * عن نيلها عرب الإسلام والعجم يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم يغضى حياء ويغضى من مهابته * ولا يكلم إلا حين يبتسم من جده دان فضل الانبياء له * وفضل أمته دانت له الامم ينشق نور الهدى عن نور غرته * كالشمس ينجاب عن اشراقها القتم مشتقة من رسول الله نبعته * طابت عناصرها والخيم والشيم ________________________________________