[ 537 ] ما منع قومك منكم قلت لا أدرى قال انهم يكرهون ولايتكم قلت فلم يكرهون ذلك فوالله ما زلنا لهم بخير قال اللهم اغفر، يكرهون ان تكون النبوة والخلافة فيكم فتكونون حجفا " حجفا " ان أول من رابكم عن هذا الامر أبو بكر ولو جعل لكم من الامر نصيبا " لما هناكم قومكم. يابن عباس انشدني لشاعر الشعراء قلت من هو ؟ قال أولا تعرفه قلت لا قال هو ابن أبى سلمى قلت فكيف صار شاعر الشعراء قال أنه لا يتبع حوشى الكلام ولا يعاظل بين المنطق ولا يقول إلا ما يعرف ولا يمدح الرجل إلا بما يكون في الرجال فانشدته حتى برق الفجر قال حسبك الآن أقرأ القرآن قلت ما أقرأ قال الواقعة فقرأتها ونزل فاذن وصلى الصبح وكان زهير نظارا " متوقيا " فرأى في منامه آتيا اتاه فحمله إلى السماء حتى كاد يمسها بيده ثم تركه فهوى إلى الأرض فلما أحتضر قص رؤياه على أولاده وقال إنى لا أشك ان يكون بعدى من خبر السماء شئ فإن كان فتمسكوا به وسارعوا إليه ثم توفى قبل المبعث الشريف بسنة فلما بعث صلى الله عليه وآله خرج إليه بجير ابنه فاسلم ثم رجع إلى بلاده فلما جاهر صلى الله عليه وآله اتى بجير المدينة فكان من خيار المسلمين وشهد الفتح مع رسول الله صلى الله عليه وآله يوم حنين أو خيبر. وأما كعب بن زهير فكان من فحول الشعراء المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام وكان يقال أشعر الشعراء في الجاهلية زهير وأشعرهم في الإسلام أبنه كعب وعن هشام بن اسحاق قال: قال زهير بيتا ونصفا ثم أكدى فمر به النابغة فقال: يا أبا امامة أجز قال وما قلت قال قلت: تزيد الارض أما مت خفا * وتحيى ان حييت بها ثقيلا نزلت بمستقر العز منها فاكدى والله النابغة وأقبل كعب وانه لغلام فقال له أبوه أجز وأنشده فقال كعب: (وتمنع جانبيها ان تزولا) فضمه إليه وقال أشهد انك أبنى حقا ". وروى أصحاب السير ان كعبا " وبحيرا " ابني زهير خرجا إلى أبرق العراق فقال بجير ________________________________________