الأنعام آية 129 ش 30 .
والمخاوف واستمتاعهم بالإنس اعترافهم بأنهم قادرون على إجازتهم وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا وهو يوم القيامة قالوه اعترافا بما فعلوه من طاعة الشياطين واتباع الهوى وتكذيب البعث وإظهارا للندامة عليها وتحسرا على حالهم واستسلاما لربهم ولعل الاقتصار على حكاية كلام الضالين للإيذان بأن المضلين قد أفحموا بالمرة فلم يقدروا على التكلم أصلا قال استئناف مبني على سؤال نشأ من حكاية كلا منهم كأنه قيل فماذا قال الله تعالى حينئذ فقيل قال النار مثواكم أي منزلكم أو ذات ثوائكم كما أن دار السلام مثوى المؤمنين خالدين فيها حال والعامل مثواكم إن جعل مصدرا ومعنى الإضافة إن جعل مكانا إلا ما شاء الله قال ابن عباس Bهما استثنى الله تعالى قوما قد سبق في علمه أنهم يسلمون ويصدقون النبي وهذا مبني على أن الاستثناء ليس من المحكي وما بمعنى من وقيل المعنى إلا الأوقات التي ينقلون فيها من النار إلى الزمهرير فقد روي أنهم يدخلون واديا فيه من الزمهرير ما يميز بعض أوصالهم من بعض فيتعاوون ويطلبون الرد إلى الجحيم وقيل يفتح لهم وهم في النار باب إلى الجنة فيسرعون نحوه حتى إذا صاروا إليه سد عليهم الباب وعلى التقديرين فالاستثناء تهكم بهم وقيل إلا ما شاء الله قبل الدخول كأنه قيل النار مثواكم أبدا إلا ما أمهلكم ولا يخفى بعده إن ربك حكيم في أفاعيله عليم بأحوال الثقلين وأعمالهم وبما يليق بها من الجزاء وكذلك أي مثل ما سيق من تمكين الجن من إغواء الإنس وإضلالهم نولي بعض الظالمين من الإنس بعضا آخر منهم أي نجعلهم بحيث يتولونهم بالإغواء والإضلال أو نجعل بعضهم قرناء بعض في العذاب كما كانوا كذلك في الدنيا عند اقتراف ما يؤدي إليه من القبائح بما كانوا يكسبون بسبب ما كانوا مستمرين على كسبه من الكفر والمعاصي يا معشر الجن والإنس شروع في حكاية ما سيكون من توبيخ المعشرين وتقريعهم بتفريطهم فيما يتعلق بخاصة أنفسهم إثر حكاية توبيخ معشر الجن بإغواء الإنس وإضلالهم وبيان مآل أمرهم ألم يأتكم أي في الدنيا رسل اي من عند الله D ولكن لا على أن يأتي كل رسول كل واحدة من الأمم بل على أن يأتي كل أمة رسول خاص بها أي ألم يأت كل أمة منكم رسول معين وقوله تعالى منكم متعلق بمحذوف وقع صفة لرسل أي كائنة من جملتكم لكن لا على أنهم من جنس الفريقين معا بل من الإنس خاصة وإنما جعلوا منهما إما لتأكيد وجوب اتباعهم والإيذان بتقاربهما ذاتا واتحادهما تكليفا وخطابا كأنهما جنس واحد ولذلك تمكن أحدهما من إضلال الآخر وإما لأن المراد بالرسل ما يعم رسل الرسل وقد ثبت أن الجن قد استمعوا القرآن وأنذروا به قومهم حيث نطق به قوله تعالى وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون الرقآن