الأنعام آية 126 128 .
على الوجه المذكور يجعل الله الرجس أي العذاب أو الخذلان قال مجاهد الرجس مالا خير فيه وقال الزجاج الرجس اللعنة في الدنيا والعذاب في الآخرة على الذين لا يؤمنون أي عليهم ووضع الموصول موضع المضمر للإشعار بأن جعله تعالى معلل بما في حيز الصلة من كمال نبوهم عن الإيمان وإصرارهم على الكفر وهذا أي البيان الذي جاء به القرآن أو الإسلام أو ما سبق من التوفيق والخذلان صراط ربك أي طريقه الذي ارتضاه أو عادته وطريقته التي اقتضتها حكمته وفي التعرض لعنوان الربيوبية إيذان بأن تقويم ذلك الصراط للتربية وإفاضة الكمال مستقيما لا عوج فيه أو عادلا مطردا وهو حال مؤكدة كقوله تعالى وهو الحق مصدقا والعامل فيها معنى الإشارة قد فصلنا ألايات ببناها مفصلة لقوم يذكرون يتذكرون ما في تضاعيفها فيعلمون أن كل ما يحدث من الحوادث خيرا كان أو شرا فإنما يحدث بقضاء الله تعالى وخلقه وأنه تعالى عالم بأحوال العباد حكيم عادل فيما يفعل بهم وتخصيص القوم المذكورين بالذكر لأنهم المنتفعون بتفصيل الآيات لهم دار السلام أي للمتذكرين دار السلامة من كل المكاره وهي الجنة عند ربهم اي في ضمانه أو ذخيرة لهم عنده لا يعلم كنهها غيره تعالى وهو وليهم أي مولاهم وناصرهم بما كانوا يعملون بسبب أعمالهم الصالحة أو متوليهم بجزائها يتولى إيصاله إليهم ويوم يحشرهم جميعا منصوب بمضمر إما على المفعولية أو الظرفية وقرىء بنون العظمة على الالتفات لتهويل الأمر والضمير المنصوب لمن يحشر من الثقلين أي واذكر يوم الحشر الثقلين قائلا يا معشر الجن أو ويوم يحشرهم يقول يا معشر الجن أو ويوم يحشرهم ويقول يا معشر الجن يكون من الأحوال والأهوالمال لا يساعده لفظاعته والمعشر الجماعة والمراد بمعشر الجن الشياطين قد استكثرتم من الإنس أي من إغوائهم وإضلالهم أو منهم بأن جعلتموهم أاتباعكم فحشروا معكم كقولهم استكثر الأمير من أي من الجنود وهذا بطريق التوبيخ والتقريع وقال أولياؤهم أي الذين أطاعوهم ومن في قوله تعالى من الإنس إما لبيان الجنس أي أولياؤهم الذين هم الإنس أو متعلقة بمحذوف هو حال من أولياؤهم أي كاتئنين من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض أي انتفع الإنس بالجن بأن دلوهم على الشهوات وما يتوصل به إليها وقيل بأن ألقوا إليهم من الأراجيف والسحر والكهانة والجن بالإنس بأ أطاعوهم وحصلوا مرادهم بقبول ما ألقوه إليهم وقيل استمتاع الإنس بهم أنهم كانوا يعوذون بهم في المفاوز