89 - سورة الفجر 6 7 .
بها والتذكير بتأويل ما ذكر كما مر تحقيقه او الى الاقسام بها وأيا ما كان فما فيه من معنى البعد للايذان بعلو رتبة المشار اليه وبعد منزلته في الشرف والفضل أي هل فيما ذكر من الأشياء قسم أي مقسم به .
لذي حجر .
يراه حقيقا بأن يقسم به اجلالا وتعظيما والمراد تحقيق أن الكل كذلك وانما اوثرت هذه الطريقة هضما للخلق وايذانا بظهور الأمر او هل في اقسامي بتلك الاشياء اقسام لذي حجر مقبول عنده يعتد به ويفعل مثله ويؤكد به المقسم عليه والحجر العقل لأنه يحجر صاحبه أي يمنعه من التهافت فيما لا ينبغي كما سمي عقلا ونهية لأنه يعقل وينهي وحصاة أيضا من الاحصاء وهو الضبط قال الفراء يقال انه لذو حجر اذا كان قاهرا لنفسه ضابطا لها والمقسم عليه محذوف وهو ليعذبن كما ينبىء عنه قوله تعالى .
الم تر كيف فعل ربك بعاد .
الخ فانه استشهاد بعلمه E بما يدل عليه من تعذيب عاد واضرابهم المشاركين لقومه E في الطغيان والفساد على طريقة قوله تعالى الم تر الى الذي حاج ابراهيم في ربه الآية وقوله تعالى الم تر أنهم في كل واد يهيمون كأنه قيل ألم تعلم علما يقينيا كيف عذب ربك عادا ونظائرهم فيعذب هؤلاء ايضا لاشتراكهم فيما يوجبه من الكفر والمعاصي والمراد بعاد اولاد عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام قوم هود عليه السلام سموا باسم ابيهم كما سمي بنو هاشم هاشما وقد قيل لأوائلهم عاد الأولى ولأواخرهم عاد الآخرة قال عماد الدين بن كثير كل ما ورد في القرآن خبر عاد الأولى الا ما في سورة الأحقاف وقوله تعالى .
ارم .
عطف بيان لعاد للايذان بأنهم عاد الأولى بتقدير مضاف أي سبط ارم أو اهل ارم على ما قبل من أن ارم اسم بلدتهم او ارضهم التي كانوا فيها ويؤيده القراءة بالاضافة وأيا ما كان فامتناع صرفها للتعريف والتأنيث وقرىء ارم باسكان الراء تخفيفا كما قرىء بورقكم .
ذات العماد .
صفة لارم أي ذات القدود الطوال على تشبيه قاماتهم بالأعمدة ومنه قولهم رجل عمد وعمدان اذا كان طويلا او ذات الخيام والأعمدة حيث كانوا بدويين أهل عمد أو ذات البناء الرفيع أو ذات الأساطين على أن ارم اسم بلدتهم وقرىء ارم ذات العماد باضافة ارم الى ذات العماد والارم العلم أي بعاد أهل اعلام ذات العماد على أنها اسم بلدتهم وقرىء ارم ذات العماد أي جعلها الله تعالى رميما بدل من فعل ربك وقيل هي جملة دعائية اعترضت بين الموصوف والصفة وروي أنه كان لعاد ابنان شديد وشداد فملكا وقهرا ثم مات شديد وخلص الأمر لشداد فملك الدنيا ودانت له ملوكها فسمع بذكر الجنة فقال ابني مثلها فبنى ارم في بعض صحارى عدن في ثلثمائة سنة وهي مدينة عظيمة قصورها من الذهب والفضة وأساطينها من الزبرجد والياقوت وفيها أصناف الأشجار والأنهار المطردة ولما تم بناؤها سار اليها أهل مملكته فلما كان منها على مسيرة يوم وليلة بعث الله تعالى عليهم صيحة من السماء فهلكوا و عن عبد الله بن قلابة