1412 - .
أن ما أصابه لم يكن لخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه وقيل يهد قلبه أى يلطف به ويشرحه لازديادا الطاعة والخير وقرىء يهد قلبه على البناء للمفعول ورفع قلبه وقرىء بنصبه على نهج سفه نفسه وقرىء يهدأ قلبه بالهمزة أى يسكن والله بكل شيء من الأشياء التي من جملتها القلوب وأحوالها عليم فيعلم إيمان المؤمن ويهدى قلبه الى ما ذكر وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول كرر الأمر للتاكيد والإيذان بالفرق بين الطاعتين في الكيفية وتوضيح مورد التولى في قوله تعالى فإن توليتم أى عن إطاعة الرسول وقوله تعالى فإنما على رسولنا البلاغ المبين تعليل للجواب المحذوف أى فلا بأس عليه إذ ما عليه إلا التبليغ المبين وقد فعل ذلك بما لا مزيد عليه وإظهار الرسول مضافا الى نون العظمة في مقام إضماره لتشريفه E والإشعار بمدار الحكم الذى هو كون وظيفته E محض البلاغ ولزيادة تشنيع التولى عنه الله لا اله إلا هو جملة من مبتدأ وخبر أى هو المستحق للمعبودية لا غيره وفي إضمار خبر لا مثل في الوجود أو يصح أن يوجد خلاف للنحاة معروف وعلى الله أى عليه تعالى خاصة دون غيره لا استقلالا ولا اشتراكا فليتوكل المؤمنون وإظهار الجلالة في موقع الإضمار للإشعار بعلة التوكل والأمر به فإن الأولهية مقتضية للتبتل إليه تعالى بالكلية وقطع التعلق عما سراه بالمرة يأيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدولكم يشغلونكم عن طاعة الله تعالى أو يخاصمونكم في أمور الدين أو الدنيا فاحذروهم الضمير للعدو فإنه يطلق على الجمع نحو قوله تعالى فإنهم عدو لي أو للأزواج والأولاد جميعا فالمأمور به علىالأول الحذر عن الكل وعلى الثاني إما الحذر عن البعض لأن منهم من ليس بعدو وإما الحذر عن مجموع الفريقين لاشتمالهم على العدو وإن تعفوا عن ذنوبهم القابلة للعفو بأن تكون متعلقة بأمور الدنيا او بأمور الدين لكن مقارنة للتوبة وتصفحوا بترك التثريب والتعيير تغفروا بإخفائها وتمهيد عذرها فإن الله غفور رحيم يعاملكم ويتفضل عليكم وقيل إن ناسا من المؤمنين أرادوا الهجرة عن مكة فثبطهم أزواجهم وأولادهم وقالوا تنطلقوا وتضيعوننا فرقوا لهم ووقفوا فلما هاجروا بعد ذلك ورأو المهاجرين الأولين قد فقهوا في الدين أرادوا أن يعاقبوا أزواجهم وأولادهم فزين لهم العفو وقيل قالوا لهم اين تذهبون وتدعون بلدكم وعشيرتكم وأموالكم فغضبوا عليهم وقالوا لئن جمعنا الله في دار الهجرة لم نصبكم بخير فلما هاجروا ومنعوهم الخير فحثوا على أن يعفوا عنهم ويردوا إليهم البر والصلة