5651 - .
عادا الأولى هي قوم هود عليه السلام وعاد الأخرى إرم وقيل الأولى القدماء لأنهم أولى الأمم هلاكا بعد قوم نوح وقرىء عاد الأولى بحذف الهمزة ونقل ضمتها الى اللام وعاد لولى بادغام التنوين في اللام وطرح همزة أولى وثقل حركتها الى لام التعريف وثمود عطف على عادا لأن ما بعده لا يعمل فيه وقرىء وثمودا بالتنيون فما أبقى أى أحدا من الفريقين وقوم نوح عطف عليه أيضا من قبل أى من قبل إهلاك عاد وثمود إنهم كانوا هم أظلم وأطغى من الفريقين حيث كانوا يؤذونه وينفرون الناس عنه وكانوا يحذرون صبيانهم أن يسمعوا منه وكانوا يضربونه E حتى لا يكون به حراك وما أثر فيهم دعاؤه قريبا من ألف سنة والمؤتفكة هي قرى قوم لوط ائتفكت بأهلها أى انقلبت بهم اهوى أى أسقطها الى الأرض بعد ان رفعها على جناح جبريل عليه السلام الى السماء فغشاها ما غشى من فنون العذاب وفيه من التهويل والتفظيع مالا غاية وراءه فبأى آلاء ربك تتمارى تتشكك والخطاب للرسول E على طريقة قوله تعالى لئن اشركت ليحبطن عملك أولكل أحد وإسناد فعل التمارى الى الواحد باعتبار تعدده بحسب تعدد متعلقة فإن صيغة التفاعل وإن كانت موضوعه لإفادة صدور الفعل عن المتعدد ووقوعه عليه بحيث يكون كل من ذلك فاعلا ومفعولا معا لكنها قد تجرد عن المعنى الثاني فيراد بها المعنى الأول فقط كما في يتداعونهم اى يدعونهم وقد تجرد عنهم أيضا فيكتفى بتعدد الفعل بتعدد متعلقة كما فيما نحن فيه فإن المراء متعدد بتعدد الآلاء فتدبر وتسمية الأمور المعدودة آلاء مع أن بعضها نقم لما انها أيضا نعم من حيث إنها نصرى للأنبياء والمؤمنين وانتقام لهم وفيها عظات وعبر للمعتبرين هذا نذير من النذر الأولى هذا إما إشارة إلى القرآن والنذير مصدر أو إلى الرسول E والنذير بمعنى المنذر وأيا ما كان فالتنوين للتفخيم ومن متعلقة بمحذوف هو نعت لنذير مقرر له ومتضمن للوعيد اى هذا القرآن الذى تشاهدونه نذير من قبيل الإنذارات المتقدمة التي سمعتم عاقبتها أو هذا الرسول منذر من جنس المنذرين الأولين والأولى على تأويل الجماعة لمراعاة الفواصل وقد علمتم احوال قومهم المنذرين وفي