سورة الزمر 1 3 .
سورة الزمر مكية إلا قوله قل يا عبادى الآية وآياتها خمس وسبعون آية .
بسم الله الرحمن الرحيم تنزيل الكتاب خبر لمبتدأ محذوف هو اسم إشارة أشير به الى السورة تنزيلا لها منزلة الحاضر المشار إليه لكونها على شرف الذكر والحضور كما مر مرارا وقد قيل هو ضمير عائد الى الذكر في قوله تعالى إن هو إلا ذكر للعالمين وقوله تعالى من الله العزيز الحكيم صلة للتنزيل أو خبر ثان أو حال من التنزيل عاملها معنى الإشارة أو من الكتاب الذي هو مفعول معنى عاملها المضاف وقيل هو خبر لتنزيل الكتاب والوجه الأول أو في بمقتضى المقام الذي هو بيان ان السورة أو القرآن تنزيل الكتاب من الله تعالى لا بيان أن تنزيل الكتاب منه تعالى لا من غيره كما يفيده الوجه الأخير وقرئ تنزيل الكتاب بالنصب على إضمار فعل نحو أقرأ أو الزم والتعرض لو صفى العزة والحكمة للإيذان بظهور أثريهما في الكتاب بحريان أحكامه ونفاذ أوامره ونواهيه من غير مدافع ولا ممانع وبابتناء جميع ما فيه على أساس الحكم الباهرة وقوله تعالى إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق شروع في بيان شأن المنزل إليه وما يجب عليه أثر بيان شأن المنزل وكونه من عند الله تعالى والمراد بالكتاب هو القرآن وإظهاره على تقدير كونه هو المراد بالأول ايضا لتعظيمه ومزيد الاعتناء بشأنه والباء إما متعلقة بالإنزال أي بسبب الحق وإثباته وإظهاره أو بداعية الحق واقتضائه للإنزال وإما بمحذوف هو حال من نون العظمة أو من الكتاب أي انزلناه إليك محقين في ذلك أو انزلناه ملتبسا بالحق والصواب أي كل ما فيه حق لا ريب فيه موجب للعمل به حتما والفاء في قوله تعالى فاعبد الله مخلصا له الدين لترتيب الأمر بالعبادة على إنزال الكتاب إليه E بالحق أي فاعبده تعالى ممحضا له الدين من شوائب الشرك والرياء حسبما بين في تضاعيف ما أنزل إليك وقرئ برفع الدين على أنه مبتدأ خبره الظرف المقدم عليه لتأكيد الاختصاص المستفاد من اللام والجملة استئناف وقع تعليلا للأمر بإخلاص العبادة وقوله تعالى ألا لله الدين الخالص