يس 36 38 عملت بلا هاء فإن حذف العائد من الصلة احسن من الحذف من غيرها افلا يشكرون انكار واستقباح لعدم شكرهم للنعم المعدودة والفاء للعطف على مقدر يقتضيه المقام أي ايرون هذه النعم او ايتنعمون بها فلا يشكرونها سبحان الذي خلق الازواج كلها استئناف مسوق لتنزيهه تعالى عما فعلوه من ترك شكره على الائه المذكورة واستعظام ما ذكر في حيز صلة من بدائع آثار قدرته واسرار حكمته و روائع نعمائه الموجبة للشكر وتخصيص العبادة به والتعجيب من اخلالهم بذلك والحالة هذه وسبحان علم للتسبيح الذي هو التبعيد عن السوء اعتقادا وقولا أي اعتقاد البعد عنه والحكم به من سبح في الارض والماء اذا ابعد فيهما وامعن ومنه فرس سبوح أي واسع الجرى وانتصابه على المصدرية ولا يكاد يذكر ناصبه أي اسبح سبحانه أي انزهه عما لا يليق به عقدا وعملا تنزيها خاصا به حقيقا بشأنه وفيه مبالغة من جهة الاشتفاق من السبح ومن جهة النقل الى التفعيل ومن جهة العدول عن المصدر الدال على الجنس الى الاسم الموضوع له خاصة لاسيما العلم المشير الى الحقيقة الحاضرة في الذهن ومن جهة اقامته مقام المصدر مع الفعل وقيل هو مصدر كغفران اريد به التنزه التام والتباعد الكلي عن السوء ففيه مبالغة من جهة اسناد التنزه الى الذات المقدسة فالمعنى تنزه بذاته عن كل ما لا يليق به تنزها خاصا به فالجملة على هذا اخبار من الله تعالى بتنزهه وبراءته عن كل مالا يليق به مما فعلوه وما تركوه وعلى الاول حكم منه D بذلك وتلقين للمؤمنين ان يقولوه ويعتقدوا مضمونه ولا يخلوا به ولا يغفلوا عنه المراد بالازواج الاصناف والانواع مما تنبت الارض بيان لها والمراد به كل ما ينبت فيها من الاشياء المذكورة وغيرها ومن انفسهم أي خلق الازواج من انفسهم أي الذكر والانثى ومما لا يعلمون أي والازواج مما لم يطلعهم الله تعالى على خصوصياته لعدم قدرتهم على الاحاطة بها ولما لم يتعلق بذلك شيء من مصالحهم الدينية والدنيوية وانما اطلعهم على ذلك بطريق الاجمال على منهاج قوله تعالى ويخلق ما لا تعلمون لما نبط به وقوفهم على عظم قدرته وسعة ملكه وسلطانه وآية لهم الليل جملة من خبر مقدم ومبتدا مؤخر كما مر وقوله تعالى نسلخ منه النهار جملة مبينة لكيفية كونه آية أي نزيله ونكشفه عن مكانه مستعار من السلخ وهو ازالة ما بين الحيوان وجلده من الاتصال والاغلب في الاستعمال تعليقه بالجلد يقال سلخت الاهاب من الشاة وقد يعكس ومنه الشاة المسلوخة فإذا هم مظلمون أي داخلون في الظلام مفاجأة وفيه رمز الى ان الاصل هو الظلام والنور عارض والشمس تجرى لمستقر لها لحد معين ينتهى اليه دورها فشبه بمستقر المسافر اذا قطع مسيره او لكبد السماء فإن حركتها فيه توجد ابطأ