لقمان 25 29 طويل بالنسبة الى ما يدوم قليل ثم نضطرهم الى عذاب غليظ يثقل عليهم ثقل الاجرام الغلاظ او يضم الى الاحراق الضغط والتضييق ولئن سألتهم من خلق السموات والارض ليقولن الله لغاية وضوح الامر بحيث اضطروا الى الاعتراف به قل الحمد لله على ان جعل دلائل التوحيد بحيث لا يكاد ينكرها المكابرون ايضا بل اكثرهم لا يعلمون شيئا من الاشياء فلذلك لا يعملون بمقتضى اعترافهم وقيل لا يعلمون ان ذلك يلزمهم لله ما في السموات والارض فلا يستحق العبادة فيهما غيره ان الله هو الغني عن العالمين الحميد المستحق للحمد وان لم يحمده احد او المحمود بالفعل يحمده كل مخلوق بلسان الحال ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام أي لوان الاشجار اقلام وتوحيد الشجرة لما ان المراد تفصيل الآحاد والبحر يمده من بعده أي من بعد نفاده سبعة ابحر أي والحال ان البحر المحيط بسعته يمده الا بحر السبعة مدا لا ينقطع ابدا وكتبت بتلك الاقلام وبذلك المداد كلمات الله ما نفدت كلمات الله ونفدت تلك الاقلام والمداد كما في قوله تعالى لنفد البحر قبل ان تنفذ كلمات ربي وقرىء يمده من الامداد بالياء والتاء واسناد المد الى الابحر السبعة دون البحر المحيط مع كونه اعظم منها واطم لانها هي المجاورة للجبال ومنابع المياه الجارية واليها تنصب الانهار العظام اولا ومنها ينصب الى البحر المحيط ثانيا وايثار جمع القلة في الكلمات للايذان بأن ما ذكر لا يفي بالقليل منها فكيف بالكثير ان الله عزيز لا يعجزه شيء حكيم لا يخرج عن علمه وحكمته امر فلا تنفد كلماته المؤسسة عليهما ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة أي الا كخلقها وبعثها في سهولة التأتي اذ لا يشغله شأن عن شأن لان مناط وجود الكل تعلق ارادته الواجبة مع قدرته الذاتية حسبما يفصح عنه قوله تعالى انما امرنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون ان الله سميع يسمع كل مسموع بصير يبصر كل مبصر لا يشغله علم بعضها عن علم بعض فكذلك الخلق والبعث الم تر قيل الخطاب لرسول الله وقيل عام لكل احد ممن يصلح للخطاب وهو الا وفق لما سبق وما لحق أي الم تعلم علما