لقمان 21 24 لاجلكم فإن جميع ما في السموات والارض من الكائنات مسخر لله تعالى مستتبعة لمنافع الخلق وما يستعمله الانسان حسبما يشاء وان كان مسخرا له بحسب الظاهر فهو في الحقيقة مسخر لله تعالى واسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة محسوسة ومعقولة معروفة لكم وغير معروفة وقد مر شرح النعمة وتفصيلها في الفاتحة وقرىء اصيغ بالصاد وهو جار في كل سين قارنت الغين او الخاء او القاف كما تقول في سلخ صلخ وفي سقر صقر وفي سالغ صالغ وقرىء نعمة ومن الناس من يجادل في الله في توحيده وصفاته بغير علم مستفادة من دليل ولا هدى من جهة الرسول ولا كتاب منير أنزله الله سبحانه بل بمجرد التقليد واذا قيل لهم أي لمن يجادل والجمع باعتبار المعنى اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا يريدون به عبادة الاصنام اولو كان الشيطان يدعوهم أي آباءهم لا انفسهم كما قيل فإن مدار انكار الاتباع واستبعاده كون المتبوعين تابعين للشيطان لا كون انفسهم كذلك أي ايتبعونهم ولو كان الشيطان يدعوهم فيما هم عليه من الشرك الى عذاب السعير فهم متوجهون اليه حسب دعوته والجملة في حيز النصب على الحالية وقد مر تحقيقه في قوله تعالى او لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون من سورة البقرة بما لا مزيد عليه ومن يسلم وجهه الى الله بأن فوض اليه مجامع اموره واقبل عليه بكليته وحيث عدى باللام قصد معنى الاختصاص وقرىء بالتشديد وهو محسن أي في اعماله آت بها جامعة بين الحسن الذاتي والوصفي وقد مر في آخر سورة النحل فقد استمسك بالعروة الوثقى أي تعلق بأوثق ما يتعلق به من الاسباب وهو تمثيل لحال المتوكل المشتغل بالطاعة بحال من اراد ان يترقى الى شاهق جبل فتمسك بأوثق عرى الحبل المتدلي منه والى الله لا الى احد غيره عاقبة الآمور فيجازيه احسن الجزاء ومن كفر فلا يحزنك كفره فإنه لا يضرك في الدنيا ولا في الآخرة وقرىء فلا يحزنك من احزن المنقول من حزن بكسر الزاي وليس بمستفيض الينا مرجعهم لا الى غيرنا فننبئهم بما عملوا في الدنيا من الكفر والمعاصي بالعذاب والعقاب والجمع في الضمائر الثلاثة باعتبار معنى من كما ان الافراد في الاول باعتبار لفظها ان الله عليم بذات الصدور تعليل للتنبئة المعبر بها عن التعذيب نمتعهم قليلا تمتيعا او زمانا قليلا فإن ما يزول وان كان بعد امد