لقمان 12 14 واضعون للشيء في غير موضعه ومتعدون عن الحدود وظالمون لانفسهم بتعريضها للعذاب الخالد ولقد آتينا لقمان الحكمة كلام مستأنف مسوق لبيان بطلان الشرك وهو لقمان بن باعوارء من اولاد آزر ابن اخت ايوب عليه السلام او خالته وعاش حتى ادرك داود عليه السلام واخذ عنه العلم وكان يفتي قبل مبعثه وقيل كان قاضيا في بني اسرائيل والجمهور على انه كان حكيما ولم يكن نبيا والحكمة في عرف العلماء استكمال النفس الانسانية باقتباس العلوم النظرية واكتساب الملكة التامة على الافعال الفاضلة على قدر طاقتها ومن حكمته انه صحب داود عليه السلام شهورا وكان يسرد الدرع فلم يسأله عنها فلما أتمها لبسها وقال نعم لبوس الحرب انت فقال الصمت حكمة وقليل فاعله فقال له داود عليه السلام بحق ما سميت حكيما وان داود عليه السلام قال له يوما كيف اصبحت فقال اصبحت في يدي غيري فتفكر داود فيه فصعق صعقة وأنه أمره مولاه بأن يذبح شاة ويأتي بأطيب مضغتين منها فأتى باللسان والقلب ثم بعد ايام أمره بأن يأتي بأخبث مضغتين منها فأتى بهما أيضا فسأله عن ذلك فقال هما أطيب شئ إذا طابا وأخبث شيء إذا خبثا ومعنى أن اشكر لله أي اشكر له تعالى على أن أن مفسره فإن إيتاء الحكمة في معنى القول وقوله تعالى ومن يشكر الخ استئناف مقرر لمضمون ما قبله موجب للامتثال بالامر أي ومن يشكر له تعالى فإنما يشكر لنفسه لان منفعته التي هي أرتباط العتيد واستجلاب المزيد مقصورة عليها ومن كفر فإن الله غني عن كل شيء فلا يحتاج الى الشكر ليتضرر بكفر من كفر حميد حقيق بالحمد وإن لم يحمده أحد أو محمود بالفعل ينطق بحمده جميع المخلوقات بلسان الحال وعدم التعرض لكونه تعالى مشكورا لما أن الحمد متضمن للشكر بل هو رأسه كما قال الحمد رأس الشكر لم يشكر الله عبد لم يحمده فإثباته له تعالى إثبات للشكر له قطعا وإذ قال لقمان لابنه أنعم وقيل اشكم وقيل ماثان وهو يعظه يا بني تصغير إشفاق وقرئ يا بنى بإسكان الياء وبكسرها لا تشرك بالله قيل كان ابنه كافرا فلم يزل به حتى اسلم ومن وقف على لا تشرك جعل بالله قسما إن الشرك لظلم عظيم تعليل للنهى او للانتهاء عن الشرك ووصينا الانسان بوالديه الخ كلام مستأنف اعترض به على نهج الاستطراد في أثناء وصية لقمان تأكيدا لما فيها من النهى عن الشرك وقوله تعالى حملته امه الى قوله في عامين اعتراض بين المفسر والمفسر وقوله تعالى وهنا حال من امه أي ذات وهن او مصدر مؤكد لفعل هو الحال أي تهن وهنا