لقمان 9 11 نعيم جنات فعكس للمبالغة والجملة خبر ان والاحسن ان يجعل لهم هو الخبر لان وجنات النعيم مرتفعا به على الفاعلية وقوله تعالى خالدين فيها حال من الضمير في لهم او من جنات النعيم لاشتماله على ضميريهما والعامل ما تعلق به اللام وعد الله حقا مصدران مؤكدان الاول لنفسه والثاني لغيره لان قوله تعالى لهم جنات النعيم في معنى وعدهم الله جنات النعيم فأكد معنى الوعد بالوعد واما حقا فدال على معنى الثبات اكد به معنى الوعد ومؤكدهما جميعا لهم جنات النعيم وهو العزيز الذي لا يغلبه شيء ليمنعه من انجاز وعده او تحقيق وعيده الحكيم الذي لا يفعل الا ما تقتضيه الحكمة والمصلحة خلق السموات بغير عمد الخ استئناف مسوق للاستشهاد بما فصل فيه على عزته تعالى التي هي كمال القدرة وحكمته التي هي كمال العلم وتمهيد قاعدة التوحيد وتقريره وابطال امر الاشراك وتبكيت اهله والعمد جمع عماد كأهب جمع اهاب وهو ما يعمد به أي يسند يقال عمدت الحائط اذا دعمته أي بغير دعائم على ان الجمع لتعدد السموات وقوله تعالى ترونها استئناف جيء به للاستشهاد على ما ذكر من خلقه تعالى لها غير معهودة بمشاهدتهم لها كذلك او صفة لعمد أي خلقها بغير عمد مرئية على ان التقييد للرمز الى انه تعالى عمدها بعمد لا ترونها هي عمد القدرة والقى في الارض رواسي بيان لصنعه البديع في قرار الارض اثر بيان صنعه الحكيم في قرار السموات أي القى فيها جبالا ثوابت وقد مر ما فيه من الكلام في سورة الرعد ان تميد بكم كراهة ان تميل بكم فإن بساطة اجزائها تقتضي تبدل احيازها واوضاعها لامتناع اختصاص كل منها لذاته او لشيء من لوازمه بحيز معين ووضع مخصوص وبث فيها من كل دابة من كل نوع من انواعها وانزلنا من السماء ماء هو المطر فأنبتنا فيها بسبب ذلك الماء من كل زوج كريم من كل صنف كثير المنافع والالتفات الى نون العظمة في الفعلين لابراز مزيد الاعتناء بأمرها هذا أي ما ذكر من السموات والارض وما تعلق بهما من الامور المعدودة خلق الله أي مخلوقه فأروني ماذا خلق الذين من دونه مما اتخذ تموهم شركاء له سبحانه في العبادة حتى استحقوا به المعبودية وماذا نصب بخلق او ما مرتفع بالابتداء وخبره ذا بصلته واروني متعلق به وقوله تعالى بل الظالمون في ضلال مبين اضراب عن تبكيتهم بما ذكر الى التسجيل عليهم بالضلال البين المستدعي للاعراض عن مخاطبتهم بالمقدمات المعقولة الحقة لاستحالة ان يفهموا منها شيئا فيهتدوا به الى العلم ببطلان ما هم عليه او يتأثروا من الالزام والتبكيت فينزجروا عنه ووضع الظاهر موضع ضميرهم للدلالة على انهم بإشراكهم