العنكبوت 52 54 الشأن الباقي على مر الدهور لرحمة أي نعمة عظيمة وذكرى أي تذكرة لقوم يؤمنون أي لقوم همهم الايمان لا التعنت كأولئك المقترحين وقيل إن ناسا من المؤمنين أتوا رسول الله بكتف فيها بعض ما يقوله اليهود فقال كفى بها ضلالة قوم ان يرغبوا عما جاء به نبيهم الى ما جاء به غير نبيهم فنزلت قل كفى بالله بينى وبينكم شهيدا بما صدر عني وعنكم يعلم ما في السموات والارض أي من الامور التي من جملتها شأني وشأنكم فهو تقرير لما قبله من كفايته تعالى شهيدا والذين آمنوا بالباطل وهو ما يعبد من دون الله تعالى وكفروا بالله مع تعاضد موجبات الايمان به أولئك هم الخاسرون المغبونون في صفقتهم حيث اشتروا الكفر بالايمان بأن ضيعوا الفطرة الاصلية والادلة السمعية الموجبة للايمان والآية من قبيل المجادلة بالتي هي احسن حيث لم يصرح بنسبة الايمان بالباطل والكفر بالله والخسران إليهم بل ذكر على منهاج الابهام كما في قوله تعالى وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ويستعجلونك بالعذاب على طريقة الاستهزاء بقولهم متى هذا الوعد وقولهم امطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب ونحو ذلك ولولا أجل مسمى قد ضربه الله تعالى لعذابهم وبينه في اللوح لجاءهم العذاب المعين لهم حسبما استعجلوا به قيل المراد بالاجل يوم القيامة لما روى انه تعالى وعد رسول الله أن لا يعذب قومه بعذاب الاستئصال وأن يؤخر عذابهم الى يوم القيامة وقيل يوم بدر وقيل وقت فنائهم بآجالهم وفيه بعد ظاهر لما أنهم ما كانوا يوعدون بفنائهم الطبيعي ولا كانوا يستعجلون به وليأتينهم جملة مستأنفة مبينة لما اشير اليه في الجملة السابقة من مجئ العذاب عند محل الاجل أي وبالله لياتينهم العذاب الذي عين لهم عند حلول الاجل بغته أي فجأة وهم لا يشعرون أي بإتيانه ولعل المراد بإتيانه كذلك انه لا يأتيهم بطريق التعجيل عند استعجالهم والاجابة الى مسئولهم فإن ذلك إتيان برأيهم وشعورهم لا أنه يأتيهم وهم غارون آمنون لا يخطرونه بالبال كدأب بعض العقوبات النازلة على بعض الامم بياتا وهم نائمون أو ضحى وهم يلعبون لما ان إتيان عذاب الاخرة وعذاب يوم بدر ليس من هذا القبيل يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين استئناف مسوق لغاية تجهيلهم وركاكة رايهم وفيه دلالة على أن ما استعجلوه عذاب الاخرة أي يستعجلونك بالعذاب والحال أن محل العذاب الذي لاعذاب فوقه محيط بهم كانه قيل يستعجلونك بالعذاب وإن العذاب لمحيط بهم أي سيحيط بهم وإنما