العنكبوت 48 51 منهم حيث كانوا مصدقين بنزوله حسبما شاهدوا في كتابيهما وتخصيصهم بإيتاء الكتاب للإيذان بأن من بعدهم من معاصري رسول الله قد نزع عنهم الكتاب بالنسخ فلم يؤتوه والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها فإن إيمانهم به مترتب على إنزاله على الوجه المذكور ومن هؤلاء أي ومن العرب أو أهل مكة على الاول أو ممن في عصره على الثاني من يؤمن به أي بالقرآن وما يجحد بآياتنا عبر عن الكتاب بالآيات للتنبيه على ظهور دلالتها على معانيها وعلى كونها من عند الله تعالى وأضيفت الى نون العظمة لمزيد تفخيمها وغاية تشنيع من يجحد بها إلا الكافرون المتوغلون في الكفر المصممون عليه فإن ذلك يصدهم عن التأمل فيما يؤديهم الى معرفة حقيتها وقيل هم كعب بن الاشرف وأصحابه وما كنت تنلو من قبله أي ما كنت قبل إنزالنا اليك الكتاب تقدر على ان تتلو شيئا من كتاب ولا تخطه أي ولا تقدر على ان تخطه بيمينك حسبما هو المعتاد أو ما كانت عادتك أن تتلوه ولا أن تخطه إذا لارتاب المبطلون أي لو كنت ممن يقدر على التلاوة والخط او ممن يعتادهما لارتابوا وقالوا لعله التقطه من كتب الأوائل وحيث لم تكن كذلك لم يبق في شأنك منشأ ريب أصلا وتسميتهم مبطلين في ارتيابهم على التقدير المفروض لكونهم مبطلين في اتباعهم للاحتمال المذكور مع ظهور نزاهته عن ذلك بل هو أي القرآن آيات بينات واضحات ثابته راسخه في صدور الذين أوتوا العلم من غير أن يلتقط من كتاب يحفظونه بحيث لا يقدر أحد على تحريفه وما يجحد بأياتنا مع كونها كما ذكر إلا الظالمون المتجاوزون للحدود في الشر والمكابرة والفساد وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه مثل ناقة صالح وعصا موسى ومائدة عيسى عليهم السلام وقرئ آية قل إنما الآيات عند الله ينزلها حسبما يشاء من غير دخل لأحد في ذلك قطعا وإنما أنا نذير مبين ليس من شأني إلا الإنذار بما اوتيت من الايات أو لم يكفهم كلام مستأنف وارد من جهته تعالى ردا على اقتراحهم وبيانا لبطلانه والهمزة للانكار والنفي والواو للعطف على مقدر يقتضيه المقام أي اقصر ولم يكفهم آية مغنية عن سائر الآيات أنا أنزلنا عليك الكتاب الناطق بالحق المصدق لما بين يديه من الكتب السماوية وأنت بمعزل عن مدارستها وممارستها يتلى عليهم في كل زمان ومكان فلا يزال معهم آية ثابتة لا تزول ولا تضمحل كما تزول كل آية بعد كونها وتكون في مكان دون مكان أو يتلى على اليهود بتحقيق ما في ايديهم من نعتك ونعت دينك إن في ذلك الكتاب العظيم