سورة النور 245 مشهور معروف لكل احد وقرئ بالنصب والمعنى تطيعون طاعة معروفة هذاوحملها على الطاعة الحقيقية بتقدير ما يناسبها من مبتدأ أو خبر أو فعل مثل الذي يطلب منكم طاعة معروفة حقيقتة لا نفاقية أو طاعة معروفة أمثل أو ليكن طاعة معروفة أو أطيعوا طاعة معروفة مما لا يساعده المقام إن الله خبير بما تعملون من الأعمال الظاهرة والباطة التى من جملتها ما تظهرونه من الأكاذيب المؤكدة بالأيمان الفاجرة وما تضمرونه في قلوبكم من الكفر والنفاق والعزيمة على مخادعة المؤمنين وغيرها من فنون الشر والفساد تضمرونه الجملة تعليل للحكم بأن طاعتهم طاعة نفاقية مشعر بأن مدار شهرة أمرها فيما بين المؤمنين إخباره تعالى بذلك .
54 - ووعيد لهم بأنه تعالى مجازيهم بجميع أعمالهم السيئة التي منها نفاقهم قل اطيعوا الله وأطيعوا الرسول كرر الامر بالقول لإبراز كمال العناية به والإشعار باختلافهما من حيث أن المقول في الأول نهى بطريق الرد والتقريع كما في قوله تعالى اخسئوا فيها ولا تكلمون وفي الثاني أمر بطريق التكليف والتشريع وإطلاق الطاعة المأمور بها عن وصف الصحة والإخلاص ونحوهما بعد وصف طاعتهم بما ذكر للتنبيه على أنها ليست من الطاعة في شيء أصلا وقوله تعالى فإن تولوا خطاب للمأمورين بالطاعة من جهته تعالى وارد لتأكيد الأمر بها والمبالغة في إيجاب الامتثال به والحمل عليه بالترهيب والترغيب لما أن تغيير الكلام المسوق لمعنى من المعاني وصرفه عن سننه المسلوك ينبئ عن اهتمام جديد بشأنه من المتكلم ويستجلب مزيد رغبة فيه من السامع كما أشير إليه في تفسير قوله تعالى ولو جئنا بمثله مددا لا سيما إذا كان ذلك بتغيير الخطاب بالواسطة إلى الخطاب بالذات فإن في خطابه تعالى إياهم بالذات بعد أمره تعالى إياهم بوساطته A وتصديه لبيان حكم الامتثال بالأمر والتولى عنه إجمالا وتفصيلا من إفادة ما ذكر من التأكيد والمبالغة ما لا غاية وراءه وتوهم أنه داخل تحت القول المأمور بحكايته من جهته تعالى وأنه أبلغ في التبكيت تعكيس للأمر والفاء لترتيب ما بعدها على تبليغه A للمأمور به إليهم وعدم التصريح به للإيذان بغاية ظهور مسارعته A إلى تبليغ ما أمر به وعدم الحاجة إلى الذكر أى إن تتولوا عن الطاعة إثر ما أمرتم بها فإنما عليه أى فاعلموا أنما عليه A ما حمل أى ما أمر به من التبليغ وقد شاهدتموه عند قوله أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وعليكم ما حملتم أى ما أمرتم به من الطاعة ولعل التعبير عنه بالتحميل للإشعار بثقله وكونه مؤنة باقية في عهدتهم بعد كأنه قيل وحيث توليتم عن ذلك فقد بقيتم تحت ذلك الحمل الثقيل وقوله تعالى ما حمل محمول على المشاكلة وإن تطيعوه أى فيما امركم به من الطاعة تهتدوا إلى الحق الذى هو المقصد الأصلى الموصل إلى كل خير والمنجي من كل شر وتأخيره عن بيان حكم التولى لما في تقديم الترهيب من تأكيد الترغيب وتقريبه مما هو من بابه من الوعد الكريم وقوله تعالى وما على الرسول إلا البلاغ المبين اعتراض مقرر لما قبله من أن غائلة التولى وفائدة الإطاعة مقصورتان عليهم واللام إما للجنس المنتظم له A